حملت فتيات المشكلات الاجتماعية وطبيعة الأسرة، إضافة إلى حال الفراغ، المسؤولية في تعلقهن بعادة التدخين، وقلن ل «الحياة»: إن اللجوء إلى «السيجارة» أو «الأرجيلة» يعد الوسيلة الأمثل للهرب من مشكلات وفراغ كبيرين تعيشهما - على حد زعمهن- غالبية الفتيات في المجتمع السعودي، معتبرات ما يمارسنه تسلية وملء فراغ خصوصاً وأنه لا يوجد ما يستطعن فعله، فالبعض يضطر للتدخين هرباً من ذلك الملل وتلك الساعات الطويلة التي يقضينها من دون أن يفعلن شيئاً، والبعض الآخر من خلاله الضغوط التي يعشنها، وصنف ثالث وجدن أنفسهن داخل عائلة جميع أفرادها مدخنون، ما دفعهن لهذا المسلك. ولذلك تمضي الساعات على نورة حسن من دون أن تشعر بها مثلما كان من قبل، وذلك يعود لشرائها «أرجيلة» صغيرة تضعها داخل غرفتها حتى لا يعلم والدها بأمرها، ظناً منها أنها تساعدها على تمضية وقتها الطويل وهي وحدها من دون الشعور بالملل. وتقول ل «الحياة»: «نشأت داخل عائلة جميع أفرادها يدخنون مختلف أنواع التدخين من السيجارة إلى الشيشة، وساقني فضولي في بداية الأمر لتجربة التدخين، بغية معرفة شعور الآخرين الذين يدخنون الأرجيلة، وشيئاً فشيئاً بدت تتلاعب أفكاري بتجربته مرتين فثلاث فأربع، واستدركت أن الموضوع تجربة فضولية، إلا أن الأمر مضى أكثر مداراً فاستعصى علي منع نفسي منه، ولا أنكر أنني شعرت خلال التجربة فيه بشعور مريح فأحببته وظللت غير آبهة بتركه بين عشية أو ضحاها، إذ وجدت أنه يملأ علي الكثير من أوقات الفراغ التي أعيشها، ولكن في الوقت نفسه، لا أجد أنني سأتركه بسهولة بل سأصاب بنوع من الهستيريا في حال ابتعدت عنه، لأنني أحبه كثيراً ولا أعتقد أنني سأتركه». وعن تاريخ تعلقها بالتدخين، أشارت نورة إلى أنها بدأت تدخين الأرجيلة منذ (17) عاماً وهي تبلغ اليوم (24)عاماً، وعن السبب الذي دفعها لذلك، عزت الأمر إلى الفراغ الذي تعيشه -بحسب وصفها- داخل السعودية ما دفعها إلى تدخين الأرجيلة، لكنها كشفت أنه حتى في حال وجدت ما يشغلها عنه فلن تبتعد عنه أيضاً، بل على العكس فهي تحبه و تعلقت به كثيراً. وفي تجربة أخرى، تقول هتون أحمد (27)عاماً، أنها بدأت تدخين الأرجيلة كمجرد لعب مع الفتيات في بداية تجربتها وانتهت به كيفاً، إذ لا تستطيع البعد عنه مع الفراغ الذي تعيش، وبدأت حديثها ل «الحياة» بجملة «نفخ عليها بتنجلي» وواصلت: «أعيش حياة مليئة بالفراغ، على رغم أنني لم أجلس في المنزل منذ دخولي مراحل دراستي الأولى، إذ تخرجت في المدرسة الثانوية والتحقت على الفور بالجامعة، وعملت قبل تخرجي ما يعني أنني امرأة عاملة، ومع ذلك أواجه أوقاتاً كثيرة من الفراغ الذي أعتبره أحد أهم وأول الأسباب التي دفعتني لتدخين «الأرجيلة»، إذ بدأته مع صديقاتي لعباً وانتهى الأمر إلى أنني أحببته جداً وأصبحت أشتاق إليه، ولكن في حال وجدت ما يملأ وقت فراغي ويبعدني عنه أحد، فإنني قطعاً سأبتعد عنه، ولا أفتكره، وقد حدث ذلك إذ اشتركت في فترة من الفترات في ناد للرياضة أسهم كثيراً في ابتعادي عن الأرجيلة، ولكن منذ أن انتهى اشتراكي في النادي بدأت تراودني من جديد». من جانبها، أرجعت هالة طاشكندي (37) عاماً قصة تعلقها بالتدخين إلى سببين، الأول أنها كانت تمر بضغوط نفسية كبيرة، والآخر بدءها برنامج ريجيم أسهم فيه التدخين كثيراً بإبعادها عن الطعام، وقالت: «بدأت في برنامج تخفيف وزن «ريجيم» وكان التدخين يسهم في إقفال شهيتي عن الطعام، كما أنني كنت أمر بالكثير من الضغوط النفسية ما أسهم كثيراً في تعلقي بالتدخين، ولهذا أصبحت مدخنة، وعاد الفراغ الذي نعيشه فزاد من حبي للتدخين، ولكن في حال سافرت أو وجدت ما يملأ وقتي فإن نسبة تدخيني تخفض إلى النصف».