تحول مقطع «عبث طفولي»، أبطاله 4 أطفال وعم غاضب، إلى المشهد الأكثر مشاهدة في السعودية خلال الساعات ال24 الماضية، فيما قاد المشهد إلى تدخل جمعية حقوق الإنسان التي أكدت بدورها بحسب مصادر صحافية سعيها للوصول إلى المتضررين من الضرب الظاهر في المقطع، ولم يدر في خلد البطل الأول للمشهد، الذي يظهر أنه أكبر الأبطال الثلاثة الآخرين سناً أن تصرفه العفوي بتصوير لحظة لعبهم الكرة داخل مجلس منزل عمهم، أن يتحول إلى قضية جادة، تتداولها الجهات المختصة ويناقشها المسؤولون والمختصون، وأفراد المجتمع كافة. وقادت «براءة الطفولة» الأطفال إلى تصوير مقاطع وصور أخرى مع ذويهم بعد انتشار مقطع الضرب، المقطع ذي الدقيقتين والثواني المعدودة احتل أمس مرتبة عالية من المشاهدات داخل وخارج المملكة، كما سجل هاشتاق المقطع (#جلد العم معيض) الرقم الأول في تريند الهاشتاقات السعودية، وأصبح الحديث الأول لمرتادي مواقع التواصل الاجتماعية، وظهر في المقطع محاولة أطفال أربعة «أبناء عمومة» تسجيل لحظة لعبهم بالكرة بكاميرا هاتف نقال، قبل مفاجأة عمهم الغاضب، الذي دخل إلى مكان لعبهم بعصا «خيزران» وبدأ بضربهم واحداً تلو الآخر، لتتحول ضحكات اللعب إلى صراخ. «العم معيض» البطل الغاضب في المشهد المتداول، لم يتوقف دوره عند لحظة الضرب، فبعد انتشار مقطع الضرب، ظهر العم في مقطع آخر مع أحد أقاربه، يظهر فيه تفاخره بالمشهد الأول، وعلق العم على ما قيل عنه، ونشر ب«كل الناس تبي جلد»، مما أثار استياء بعض المختصين الذي وصفوا تصرفاته ب«اللامبالاة» و«التلويح بالعنف»، فيما طالب قانونيون تفاعلوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي بمحاسبته وفق نظام «الحماية من الإيذاء»، الذي أقر أخيراً، إذ تنص المادة ال19 من النظام على عقاب المعتدي، بسجنه مدة لا تقل عن شهر ولا تزيد على سنة، إضافة إلى تغريمه مالياً ما لا يقل عن 5 آلاف ريال، ولا يزيد على 50 ألفاً، ويمكن أن يعاقب بأحدهما أو كليهما، كما يمكن للمحكمة أيضاً إصدار عقوبات بديلة. من جانبه، وصف عضو مجلس الشورى والعضو السابق لهيئة حقوق الإنسان الدكتور زهير الحارثي المقطع المتداول ب«الوحشي» و«المقزز»، مشيراً إلى احتوائه على أساليب «تعنيف» لا علاقة لها بالتربية، وأوضح الحارثي ل«الحياة» هذا الأسلوب في التربية غير مقبول، كما أنه وحشي ومقزز، كما أنه يعكس وجود ثقافة تجب محاربتها ومواجهتها، وهي ثقافة «العنف الأسري». وأضاف: «لا يمكن من خلال هذا الأسلوب إنتاج جيل متعلم وقادر ومثقف وواعي، وممارسة هذا الأسلوب المرعب ليس له علاقة بالتربية وتنشئة جيل متحضر وقادر على أداء رسالة الحقيقة»، وأضاف: «هناك نظام يسمى بنظام الحماية من الإيذاء يفترض تطبيقه على مثل هذا الحالات، لأن هذا عنف واستخدام وسيلة عنف وإيذاء للأطفال، حتى وإن كان الشخص من داخل الأسرة»، مؤكداً أن هناك أباء وامهات يستخدمون أساليب همجية ووحشية في حق أبناءهم وبناتهم بحجة التربية، وقال: «يجب التعامل معهم وفق القانون بجدية، ومحاسبتهم لأن الدولة وضعت القوانين كي تتطبق، وهذا المقطع وما تلاه من مقاطع أخرى انتهاك فاضح وقتل لعنوان الطفولة وحقيقتها، خصوصاً وأن الأطفال كانوا يلعبون وتمت ممارسة مثل هذه الأساليب في حقهم». الهدايا تخفّف من وجع «الجلد» في الوقت الذي أبدى فيه عدد من الاختصاصيين في حقوق الإنسان وكذلك في شؤون التربية والطفولة تذمّرهم واستياءهم من المقطع المتداول لضرب الأطفال الأربعة من عمهم بعد لعبهم الكرة في مجلسه الخاص في منزله، سارع عدد من الشركات التجارية لاستثمار الحدث تسويقياً، والإعلان عن تقديم مجموعة من الهدايا لهم. وتنوّعت العروض ما بين مبالغ مالية قدّمتها إحدى الشركات العقارية للأطفال الأربعة، واشتراك لمدة عام كامل في إحدى الخدمات الترفيهية لدى إحدى شركات الاتصالات، وذلك «لإبعاد الأطفال عن اللعب في مجلس عمهم». ولم تتوقف الهدايا «التعويضية» عن «جلد العم معيض» لأبطال الحكاية عند هذا الحد، وإنما قدّمت أيضاً رحلة مجانية للأطفال جميعاً إلى تركيا برفقة عمهم، كما حصل الأطفال أيضاً على أجهزة وألعاب إلكترونية من معارض عدة.