واشنطن - ا ف ب - تخلت ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما في استراتيجيتها الجديدة للامن القومي, التي كشف عنها النقاب الخميس, عن عبارة "الحرب على الارهاب" وحددت تنظيم القاعدة عدوا رئيسيا لكنها اكدت في الوقت نفسه ان استخدام القوة وحده لا يكفي. وسينشر البيت الابيض الخميس "استراتيجية الامن القومي" وهي وثيقة حول الطريقة التي تقيم بها الولاياتالمتحدة التهديدات. وقد وضعت بعد مناقشات مكثفة استمرت 16 شهرا منذ تولي اوباما الحكم وحصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها. وقالت الوثيقة التي تقع في 52 صفحة والتي تعلن رسميا انتهاء خطاب الحرب الذي استخدمته ادارة جورج بوش وخصوصا مفهوم "الحرب على الارهاب", "سنسعى على الدوام الى نزع الشرعية عن الاعمال الارهابية وعزل كل من يمارسونها". واضافت "لكن هذه ليست حربا عالمية على تكتيك هو الارهاب او ديانة هي الاسلام", متخلية عن مفهوم "الحرب على الارهاب" الذي كررته ادارة جورج بوش. ويأتي النص بعد صيغة سابقة وضعها فريق بوش في 2006 وتضفي طابعا رسميا على مبادىء اعلنها اوباما من قبل في هذا المجال. وتابعت "نحن في حرب مع شبكة بعينها هي القاعدة ومع فروعها التي تدعم الاعمال الموجهة لمهاجمة الولاياتالمتحدة وحلفائنا وشركائنا". ويشدد النص على الخطر الذي يمثله العناصر المتشددون الذين لا يحملون السمات التقليدية للارهابيين مثل الشاب النيجيري الذي حاول تفجير طائرة ركاب فوق الاراضي الاميركية يوم عيد الميلاد, ورب العائلة الاميركي الباكستاني الاصل الذي يشتبه بانه اراد تفجير سيارة مفخخة في نيويورك في الاول من ايار/مايو. ويؤكد النص ان "وسيلتنا الدفاعية المثلى ضد هذا التهديد تكمن في العائلات والادارات المحلية والمؤسسات المجهزة والمؤهلة بشكل جيد", مؤكدا ان "الحكومة ستستثمر في الاستخبارات لفهم هذا التهديد". ومن المحاور الاخرى للاستراتيجية الجديدة مكافحة الازمات الاقتصادية وارتفاع حرارة الارض التي يمكن ان تهدد آثارها امن الولاياتالمتحدة. وتشير الوثيقة الى عالم يواجه تهديدات متغيرة وتحاول اعادة تعريف ما ستكون عليه السياسة الخارجية الاميركية في العراق وافغانستان وازمة اقتصادية عالمية. وهي تقضي باجراء تقييم دقيق للمصالح الاميركية في الخارج ومدى الحاجة لاستخدام القوة مشيرة الى عدد كبير من التهديدات التي تبدأ من الحرب الالكترونية الى الاوبئة مرورا بغياب المساواة. واكدت مقدمة الوثقة "لكي ننتصر يجب ان ننظر الى العالم كما هو". ولتحقيق هذه الاهداف, تقترح الاستراتيجية الجديدة استخدام القوة العسكرية لكن معها الدبلوماسية والحوافز الاقتصادية والمساعدة على التنمية والتعليم. ويؤكد اوباما ان "امننا على الامد البعيد لن يتحقق من خلال قدرتنا على اثارة خوف الشعوب الاخرى بل من قدرتنا على تحقيق تطلعاتها". ومع ذلك تدعو الوثيقة الى نهج حازم "خالي من التوهمات" في العلاقات مع اعداء الولاياتالمتحدة مثل ايران وكوريا الشمالية. وهي تدعو هذين البلدين الى القيام "بخيار واضح" بين القبول بالعروض الاميركية للتعاون او مواجهة عزلة كبيرة بشأن برنامجيهما النووين. وقالت الوثيقة ان على "الدولتين ان تتخذا خيارا واضحا", مع دعوة كوريا الشمالية الى التخلص من اسلحتها النووية وطهران الى الوفاء بالتزاماتها الدولية بشأن برنامجها النووي. واضافت "في حال تجاهلتا واجباتهما الدولية, سنلجأ الى طرق عديدة لزيادة عزلتهما وحملهما على الامتثال للاعراف الدولية المتعلقة بمنع الانتشار النووي". ويشكل النص تطورا في سياسة باراك اوباما بعد 16 شهرا على وصوله الى السلطة بعد بدء رئاسته التي طغت عليها مبادىء مثالية. وتبقي الوثيقة على امكانية شن عمليات عسكرية احادية الجانب من قبل الولاياتالمتحدة لكن بشروط اكثر صرامة من تلك التي تنص عليها سياسة جورج بوش.