أعلن مسؤولون إسرائيليون اليوم (الإثنين) أن إسرائيل نقلت 19 يهودياً من اليمن إلى أراضيها، في عملية وصفت ب«السرية والمعقدة»، وأضافوا أنهم من آخر الرعايا المتبقين في هذا البلد الذي يشهد نزاعاً. إلا أن الوكالة اليهودية المسؤولة عن هجرة اليهود إلى إسرائيل، قالت إن نحو 50 يهوديا لا يزالون في اليمن، إذ اختاروا البقاء. ويعتبر اليهود اليمنيون من أقدم الجاليات اليهودية في العالم. ولا تعد هذه الهجرة الأولى ليهود اليمن، ففي 15 أب (أغسطس) 2013، تم تهجير 20 يهودياً من اليمن بطريقة «سرية» إلى إسرائيل. وترفض المنظمة اليهودية العالمية الإفصاح عن طرقها «السرية» لتهجيرهم، ولكنها كشفت أن «تردي الوضع الأمني في اليمن دفع 50 يهودياً على الأقل إلى الهجرة العام 2013». وتعيش غالبية اليهود اليمنيين في محافظتي صعدة وعمران اللتان تعدان مناطق نفوذ الحوثيين، ولديهم كنيس ويشيفا في عمران. وأثار مقتل موسى بن يعيش النهاري جدلاً في الأوساط الدولية وقلقاً على سلامة اليهود اليمنيين. وكانت الحادثة سبباً رئيساً لهجرة 20 يهودياً إلى إسرائيل. وتشير تقارير دولية أن أعداد اليهود في اليمن في تناقص مستمر. وبدأت هجرات اليهود اليمنيين إلى إسرائيل منذ العام 1881، إلا أنها كانت بأعداد قليلة، وبدأت تزيد بعد الجهود التي بذلتها المنظمة الصهيونية العالمية لإقناع اليهود اليمنيين بالرحيل، مستغلين الأوضاع التي كانوا يعيشونها، وكانوا يقولون إلى اليهود إن «جدران أورشليم تقطر عسلاً». وهاجر نحو ألف يهودي في الفترة بين 1881 إلى 1914. وغادرت الغالبية في الفترة بين 1949 إلى 1950، وأبدت الحكومات اليمنية المتعاقبة اهتماماً فاتراً في الأمر. إلا أن يهود اليمن تعرضوا إلى انتهاكات بعد وصولهم إلى إسرائيل، ففي الفترة بين 1949 إلى 1951 فُقد نحو ألف طفل يهودي يمني من مخيمات اللاجئين التي كانوا يقطنونها عند وصولهم إسرائيل، وأتهم حقوقيون الحكومة الإسرائيلية بتسليم الأطفال من دون علم ذويهم إلى عائلات أشكنازية (يهود ذوي أصول غربية) لتبنيهم، وتم إخبار ذوي الأطفال - وفق الإدعاء - أن «أبنائهم مرضى وبحاجة إلى رعاية طبية». وأبلغوهم لاحقاً أن الأطفال توفوا، ولكنهم لم يقدموا الجثث. وفي العام 2001 خلصت لجنة تحقيق حكومية في تقريرها إلى أن الاتهامات بخطف الأطفال اليمنيين «ليست صحيحة»، ورفضت اللجنة بشكل قاطع «مزاعم مؤامرة لأخذ الأطفال بعيداً عن المهاجرين اليمنيين». وخلصت اللجنة إلى وجود وثائق عن 972 طفلاً من أصل 1033، خمسة منهم لا يزالون أحياء، ولم تستطع اللجنة تحديد مصير 56 طفلاً مفقوداً، ولم تقتنع أسر المفقودين بنتائج التحقيقات. ويتهم اليهود اليمنيون، الأشكناز بالتمييز ضدهم على أسس دينية، معظم اليهود اليمنيين يميلون لأن يكونوا أكثر تديناً من الأوروببين العلمانيين. وقدموا من اليمن والواحد منهم قد يكون متزوجا من امرأتين أو أكثر. ولا تُحرم التعاليم اليهودية تعدد الزوجات، ولكن إسرائيل منعته.