ربما يكون اسم الأرجنتيني مارسيلو بييلسا عالقاً بالأذهان باعتباره المدرب الذي كان على رأس منتخب الأرجنتين الذي خرج من الدور الأول في منافسات كأس العالم التي أجريت في كوريا واليابان عام 2002، ولكنه الآن أمام فرصة تاريخية لتعويض خسارته، ويحظى هذا المدرب الذي ولد في 21 تموز (يوليو) 1955، والذي يطلق عليه الجميع اسم «المجنون» بسبب أسلوب حياته الكروية، بتقدير لاعبي كرة القدم وزملائه والصحافيين. والسبب في ذلك هو جديته وتفانيه وحسن أخلاقه في العمل، وإن كان هذا المدرب الشغوف بالتخطيط والكرة الهجومية مرّ مرور الكرام على عالم احتراف اللعب، فقد أصبح يتمتع بشعبية كبيرة بين جماهير تشيلي التي تتمنى أن يستمر مع منتخب بلادهم لأطول وقت ممكن. يقول بييلسا: «لا أعتبر هذه الفرصة انتقاماً لما جرى في 2002، فما من فرحة يمكن أن تمحو تلك الذكرى التعسة، أهم شيء في كأس العالم هو الوصول باللاعبين إلى أقصى درجة من اللياقة، وهذا شيء يتحقق بعوامل لا حصر لها، وهناك عوامل يمكن التحكم فيها، وعوامل أخرى تأتي نتيجة لما عاشه اللاعب في الأشهر العشرة الأخيرة، وأتمنى أن ينعكس كل هذا بشكل إيجابي على منتخب تشيلي». وكانت لبييلسا مسيرة لعب قصيرة كمدافع، ولكن الإصابات أفسدتها قبل أن يتولّى تدريب فريقه المفضّل نيولز أولد بويز الأرجنتيني في عام 1990، وأضاف بييلسا من خلال تدريبه المنتخب الأرجنتيني في الفترة من 1988 إلى 2004 مزيداً من الكبرياء إلى عائلته؛ نظراً لأنه شقيق لوزير الخارجية الأرجنتيني السابق وأحد المحافظين السابقين بالأرجنتين، وتلقّى بييلسا ضربة موجعة عندما خرج مع المنتخب الأرجنتيني من الدور الأول لمونديال 2002 بكوريا الجنوبية واليابان بعد أن كان أبرز المرشحين لإحراز اللقب، ولكنه أصبح بطلاً قومياً في شيلي منذ توليه مسؤولية تدريب منتخبها في عام 2007. وأصبح بييلسا في نظر التشيليين بطلاً قومياً لما حققه مع المنتخب، وعندما قرر بييلسا شراء سيارة بعد مرور أشهر عدة على إقامته في شيلي توجه إلى أحد محال بيع وشراء السيارات، وقال للبائع إنه يريد سيارة من طراز قديم لم يعد له وجود إلا بين سيارات الأجرة، مثل تلك التي كانت لديه في المكسيك عندما كان يدرب نادي أطلس ومن بعده نادي أميركا، ولكن صاحب المعرض أشار عليه بأن يشتري سيارة بسيطة غير رياضية من طراز حديث، وقبل بييلسا وبعد أن اشترى السيارة أصبحت بفضله واحدة من أكثر السيارات مبيعاً في شيلي، وما يحدث الآن مع بييلسا في شيلي يعيد إلى الأذهان ذكريات ما حدث مع الهولندي غوس هيدينك عندما قاد المنتخب الكوري الجنوبي إلى المركز الرابع في مونديال 2002. وأصبح بييلسا موضع حفاوة في طول شيلي وعرضها بعد أن اختارته جهات إعلامية عدة ليكون «شخصية عام 2009» فأصبح تاريخه يملأ صفحات الجرائد، ويبث لساعات طويلة على شاشات التلفاز، والأكثر من ذلك أن ثلاثة كتب ظهرت في أواخر عام 2009 -يتناول أحدها سيرة حياته، ويضم الآخر بعض عباراته ومواقفه الطريفة بينما يصف الثالث طريق التأهل إلى كأس العالم- كانت لأسابيع عدة من بين الكتب العشرة الأكثر مبيعاً في شيلي.