تعتبر غدة البنكرياس من أهم الغدد في الجسم، وهي تتألف من قسمين: الغدة الخارجية الإفراز (أي تملك قناة) التي تطرح عصارة تحتوي على أنزيمات هاضمة هي الليباز والكوليسترول ايستيراز والأميلاز، وغيرها من الأنزيمات التي تساعد على هضم النشويات والبروتينات والدهنيات. والغدة الداخلية الإفراز (أي غدة صماء لا تملك قناة) التي تصنع هورمون الأنسولين وهورمون الغلوكاكون. وتتعرض غدة البنكرياس إلى أمراض تعرقل قيامها بوظائفها المعهودة، من أبرزها التهاب البنكرياس الحاد والسرطان اللذان يكونان صامتين في البداية ولا يعطيان عوارض واضحة تشير إليهما. وهناك عوامل كثيرة تحوم الشكوك حولها بأنها تثير التهاب البنكرياس الحاد، مثل الحصيات المرارية والمشروبات الكحولية، وبعض الأدوية، وكثرة تناول الدهون. أما سرطان البنكرياس فينشأ من عدد من المسببات، منها التدخين، والوراثة، والالتهابات المتكررة للغدة، وفرط استهلاك اللحوم، وكثرة شرب القهوة، والبدانة، والداء السكري وغيرها. ونظراً الى أهمية غدة البنكرياس، فإن حمايتها من الأمراض، خصوصاً التهاب البنكرياس الحاد والسرطان والفشل، هي أمر ضروري ومن الممكن تحقيقه بناء على بعض المعطيات الجديرة بالاهتمام. في خصوص التهاب البنكرياس الحاد، أفادت دراسة سويدية نشرت حديثاً على موقع «هيلث نيوز» الأميركي، وشملت 80 ألف سويدي وامتدت على مدى 11 سنة، أن للخضار فائدة كبيرة في حماية البنكرياس من المرض. وبيّن القائمون على الدراسة أن الأشخاص الذين يتناولون أربع وجبات من الخضار يومياً، يتراجع عندهم خطر الإصابة بالتهاب البنكرياس الحاد بنسبة 44 في المئة بالمقارنة من أقرانهم الذين تناولوا وجبة يتيمة من الخضار في اليوم. وأوضحت الدراسة أن البدناء كانوا أكبر المستفيدين من هذا الأمر. أما عن السر في الموضوع، فيعتقد البحاثة أن ذلك يعود إلى غنى الخضار بالمواد المضادة للأكسدة. على صعيد سرطان البنكرياس، أشار اختصاصيو التغذية إلى أن اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن له نفع كبير في الحماية من السرطانات عموماً، ومن بينها سرطان البنكرياس. وعلى سبيل المثال، أشارت دراسات إلى أن تناول حبة برتقال واحدة أو أي نوع من الحمضيات يومياً، يساعد في إبعاد خطر سرطان البنكرياس بنسبة 50 إلى 70 في المئة مقارنة بالذين يتناولون حبة فواكه واحدة في الأسبوع. كما نوهت دراسات أخرى بفائدة الفواكه الجافة في محاربة هذا المرض. أيضاً، فإن تناول الفواكه يومياً يقلل من خطر تعرض الذين يكثرون من أكل اللحوم والدهون الى سرطان البنكرياس. وهناك مؤشرات تدل إلى أهمية الأغذية الغنية بصباغ الليكوبين (البندورة، القرع، البطيخ...) في درء شر المرض. ولا يجب إهمال دور الحبوب والبقوليات الجافة، فهي تحتوي على مكونات تعرقل استيطان الأورام الخبيثة في البنكرياس. أما في ما يتعلق بحماية الغدة من الإصابة بالفشل، فإن العلماء ينصحون بتناول الأغذية الغنية بالألياف، خصوصاً الذوابة منها، لأنها تحد من امتصاص السكاكر السريعة الامتصاص مانعة إياها من الوصول بغتة إلى الدم كي لا تحدث ارتفاعاً صاروخياً في مستوى السكر في الدم وما ينجم عنه من ضغط مفاجئ يجبر الغدة على طرح المزيد من هورمون الأنسولين. إن الضغوطات المفاجئة والمتكررة على الغدة نتيجة تناول السكاكر السريعة الامتصاص قد تؤدي في النهاية إلى تعرضها إلى الإنهاك وربما إلى إصابتها بالقصور ليحدث لاحقاً الداء السكري. إن الألياف الذوابة تمتاز بكونها تبطئ من توفير السكريات بهيئة سريعة الامتصاص، ما يعني أنها تحمي من الإصابة بمرض السكري.