أجمع اختصاصيون في الأمراض الوبائية على خطورتها في التأثير في نفسيات أفراد المجتمع، مستدلين بما حدث أخيراً حين أعلنت منظمة الصحة العالمية رفع درجة الخطر لوباء أنفلونزا الخنازير، ما أحدث حالة من الذعر خوفاً من الإصابة بهذا المرض. وأوضح عميد كلية الطب في جامعة الملك سعود والمشرف على المستشفيات الجامعية الدكتور مساعد السلمان، خلال تدشين (كرسي جامعة الملك سعود لأبحاث الوبائيات والصحة العامة) بمبنى كلية الطب في جامعة الملك سعود بالرياض أمس، أن كرسي جامعة الملك سعود لأبحاث الوبائيات والصحة العامة يعتبر من أهم كراسي البحث العلمي في الجامعة، مشيراً إلى أن خدمته لا تقتصر على الجامعة فحسب، وإنما على المجتمع بأكمله. وأكد السلمان أن أنشطة الكرسي التي انطلقت قبل بضعة أشهر أسهمت بشكل فعّال في تحقيق الأهداف التي وضع من أجلها، والتي يأتي من بينها الأنشطة البحثية التي تم العمل عليها من عديد من طلاب وطالبات الجامعة، وحصلوا فيها على التميّز والنجاح داخل المملكة وخارجها. وقال: «هذا الكرسي يتناول أوليات الصحة العامة في المجتمع السعودي والخليجي، إضافة إلى عمله على وضع البرامج التعليمية مثل برامج الدراسات العليا في الوبائيات والصحة العامة، وطب المجتمع، والمعلوماتية الصحية التي تحرص كلية الطب على تطويرها واحتضانها، وجعلها نموذجاً يخدم جميع الطلاب والطالبات في هذا الجانب»، مضيفاً أن الكرسي عقد عدداً من الدورات التدريبية، كما قدّم مجموعة من الاستشارات والأنشطة الخدمية للمجتمع، إضافة إلى قيامه ببناء شراكات مع المؤسسات المعنية بالصحة داخل المملكة وخارجها، بهدف تقوية الروابط العلمية والبحثية». بدوره، ذكر المشرف على الكرسي رئيس قسم طب الأسرة والمجتمع في كلية الطب الدكتور عبدالعزيز بن سعيد، أن مجالات عمل الكرسي تتضمن كثيراً من الأنشطة البحثية الطبية مثل الأنفلونزا والإصابات المختلفة والسكري وغيرها من الأمراض، لافتاً إلى أنه يعمل على تقديم المشورة في التخصصات التطبيقية مثل طرق البحث الوبائي والإحصاءات الحيوية والترصّد الوبائي. واستعرض حضور الكرسي في أنشطة خدمة المجتمع والاحتفال بالأيام الصحية العالمية، «ويعمل على إيجاد تعاون مع الهيئات والجهات المتخصصة في المجال الصحي محلياً مثل وزارة الصحة ومستشفى الملك فيصل التخصصي، والجمعية السعودية للوبائيات، وخارجياً مثل مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي، والمعهد العالي للصحة العامة في جامعة الإسكندرية، ومنظمة الصحة العالمية، وصندوق الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف)، والجامعات العالمية مثل جامعات كاليفورنيا في لوس أنجليس، وجونز هوبكنز، ونورث كارولينا». من جانبه، شدد ممثل منظمة الصحة العالمية في المملكة الدكتور عوض أبو زيد، على ضرورة عمل الكرسي على التنسيق مع جميع الكليات في المملكة وليس في الرياض فقط، لتمثيل الشراكة اللازمة وتحقيق الأدوار المهمة في مجال البحث العلمي، منوهاً بالدور الفعّال الذي يؤديه كرسي جامعة الملك سعود لأبحاث الوبائيات والصحة العامة في مواجهة الأزمات الصحية، «يمكن القول إن هذا الكرسي في طريقه لجني ثماره، فهناك كثير من المشكلات الصحية بحاجة إلى عمله وجهوده، ومنظمة الصحة العالمية تدعم توجهاته وأهدافه، وسنعمل بيد واحدة معه حتى يصبح مرجعاً لدول العالم كافة وليس لمنطقة الشرق الأوسط فقط».