سيول، بكين - أ ف ب، رويترز - غداة إعلان الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك سلسلة عقوبات ضد كوريا الشمالية رداً على تأكيد تحقيق دولي إغراق طوربيد كوري شمالي بارجة للجنوب في 26 آذار (مارس) الماضي، أهمها وقف العلاقات التجارية وتقديم شكوى إلى مجلس الأمن، قررت بيونغيانغ قطع كل علاقاتها مع سيول، ما عكس أيضاً فشل «الحوار الاستراتيجي والاقتصادي» بين الصين والولاياتالمتحدة الذي اختتم أمس في معالجة الخلافات الأساسية بين القوتين العظميين. وأعلن الشمال انه سيجمد كل وسائل الاتصالات مع سيول، ويطرد جميع الموظفين الكوريين الجنوبيين من مجمع «كايسونغ» الصناعي شمال الحدود والذي يديره البلدان، كما سيحظر تحليق الطائرات الكورية الجنوبية في أجوائه ومرور السفن في مياهه الإقليمية. ترافق ذلك مع اتهام الجيش الكوري الشمالي القوات الكورية الجنوبية ب «استفزازه» عبر انتهاك عشرات من السفن الحربية المياه الإقليمية «بهدف دفع العلاقات إلى مرحلة الحرب»، وهو ما نفاه الجنوب الذي عملت أجهزة استخباراته للتدقيق في معلومات عن وضع الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ ايل جيشه في حال تأهب. ديبلوماسياً، واجه المسؤولون الصينيون، الحلفاء الأكبر لنظام الشمال، إلحاح وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون خلال زيارتها بكين على اتخاذ إجراءات أقسى ضد الشمال، بتجديد دعواتهم إلى ضبط النفس، معتبرين «الحوار افضل من المواجهة»، وهو ما أيدته روسيا. وأبدوا استعدادهم للعمل مع الولاياتالمتحدة وبقية الأطراف لمعالجة التوتر في شبه الجزيرة الكورية. أما كبير المفاوضين النوويين الصينيين وو داوي فتفادى لدى لقائه وزير الخارجية الكوري الجنوبي يو ميونغ هوان في سيول الإفصاح عن موقف بكين من قضية غرق البارجة الكورية الجنوبية. ويتوقع أن تكرر سيول دعوتها بكين إلى دعمها لدى وصول رئيس الوزراء الصيني وين جياباو إلى سيول لإجراء محادثات. وسيعقد وين لقاءً ثنائياً مع الرئيس الكوري الجنوبي قبل القمة الثلاثية المقررة بين الزعيمين بمشاركة رئيس الوزراء الياباني يوكيو هاتوياما في جزيرة جيجو الكورية الجنوبية خلال عطلة نهاية الأسبوع. وأفادت وسائل إعلام في طوكيو بأن اليابان تفكر في تشديد القيود على التحويلات النقدية لكوريا الشمالية، علماً أنها تفرض عقوبات فعلياً على كوريا الشمالية بينها حظر العلاقات التجارية ومنع السفن الكورية الشمالية من الملاحة في مياهها. لكن كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني هيروفومي هيرانو أكد أن بلاده لن تشارك في إعداد اقتراح مشترك مع كوريا الجنوبية ورفعه إلى مجلس الأمن، بل ستكتفي بدعمه فقط.