كشف مسؤولون في محافظة ذي قار في جنوب العراق وجود عمليات سرقة منظمة لمواقع أثرية، علاوة على وقوع عمليات نبش تؤدي إلى تخريبها. وقال عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس المحافظة جميل يوسف ل «الحياة» «إن هناك مناطق أثرية تتعرض للسرقة كانت آخرها منطقة جوخا الأثرية الواقعة ضمن الحدود الجغرافية لمحافظة ذي قار، والتي تتعرض إلى عملية سطو منظمة». وأكد «الاتصال بمديرية لتوفير الحماية اللازمة والحد من عمليات السرقة»، مطالباً «بإعادة الكتيبة الأمنية التي كانت مكلفة حماية بعض المواقع حيث يبلغ العدد الذي كان يحرس منطقة جوخا أكثر من مئتي عنصر أمني. وكانت (الكتيبة) أُلغيت بعد دمج حماية المنشآت مع وزارة الداخلية». من جهتها، أوضحت مديرية آثار محافظة ذي قار أن مواقع أثرية في المحافظة تعرضت للسرقة ومن بينها ما رُفع بواسطة جرافات وأخرى هُدمت وخُربت. وقال مدير الدائرة عامر عبد الرزاق «إن فوج المهمات الخاصة في ذي قار أبلغ دائرة الآثار في المحافظة بوجود مواقع مستهدفة من لصوص الآثار، ما استدعى تشكيل فريق من لجنة الآثار مع قوة عسكرية لزيارة المواقع». وأضاف: «اكتشفنا أن هناك مواقع على الشريط الحدودي بين محافظتي الديوانية والناصرية بعيدة لم تخصص لها الحماية الكافية وهي معرضة للسرقة كونها غير مسيجة». وأوضح: «وجدنا في تلك المنطقة مستوطنة سومرية ترجع إلى عصر فجر السلالات، وتحديداً إلى الألف الثالث قبل الميلاد، وهي مملكة ضخمة جداً يبلغ محيطها أكثر من 20 كيلومتراً. وتمت سرقتها بالفعل». وزاد «أن اللصوص عمدوا إلى استخدام الجرافات لسرقة المنطقة حيث حفروا بعمق داخل الآثار». وتابع أن «اللجنة التي شُكلت أخيراً أوصت مجلس المحافظة وقيادة الشرطة والهيئة العامة للآثار بحماية الموقع». وزاد أن «معلومات سرية أخرى تلقاها فوج المهمات والاستخبارات في قيادة شرطة ذي قار أكدت استمرار عمليات نبش وسرقة من لصوص الآثار في موقع تل الظاهر الأثري، أحد أهم وابرز المواقع الأثرية، وهو عبارة عن مملكة سومرية ضخمة تضم مرافق أثرية مهمة ما زالت غير منقبة».