سيول، بكين، موسكو - أ ف ب، رويترز - اتهم الجيش الكوري الشمالي في رسالة وجهها الى القيادة المسلحة في كوريا الجنوبية قوات الأخيرة ب «استفزازه» عبر انتهاك عشرات السفن الحربية المياه الإقليمية للشمال، وهو ما نفته سيول التي حضت الصين على دعم جهودها الدولية لمعاقبة بيونغيانغ على إغراق بارجة تابعة لها في 26 آذار (مارس) الماضي. وأوردت الرسالة أن «الاستفزاز متعمد ويهدف الى إشعال نزاع عسكري جديد في البحر الأصفر، ودفع العلاقات الحالية بين الشمال والجنوب التي وصلت الى أدنى مستوياتها نحو مرحلة الحرب». وأضافت: «إذا استمر انتهاك المياه الإقليمية فستلجأ كوريا الشمالية الى تفعيل الإجراءات العسكرية للدفاع عن مياهها، وسيتحمل الجنوب بالكامل كل العواقب». وأعلنت مجموعة «التضامن الثقافي الكوري الشمالي» التي تضم منشقين كوريين شماليين وتتخذ من كوريا الجنوبية مقراً لها أن الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ ايل وضع جيشه في حال تأهب. وقالت أجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية انها «تحقق في هذه المعلومات» التي أدت الى تراجع عملة الون بنسبة ثلاثة في المئة مقابل الدولار، وبورصة سيول بنسبة 2.75 في المئة، فيما انخفضت أسعار الأسهم في أنحاء آسيا. وغداة إعلان الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك مجموعة من الردود الانتقامية على إغراق طوربيد كوري شمالي البارجة الجنوبية، ما أدى الى مقتل 46 من بحارتها، أهمها وقف العلاقات التجارية، أشارت مجموعة بحوث في سيول الى أن الحظر التجاري سيؤدي الى خسارة الشمال مئات ملايين الدولارات سنوياً، بعدما كان حقق فائضاً تجارياً مقداره 333 مليون دولار بفضل تجارته مع الجنوب العام الماضي. وفي إطار الإجراءات العقابية أيضاً، بدأت سيول نصب مكبرات للصوت على طول الحدود المتوترة مع الشمال استعداداً لاستئناف البث الدعائي، علماً أن بيونغيانغ هددت بإطلاق النار على هذه المكبرات. وفيما تتعرض الصين التي تملك حق النقض في مجلس الأمن لضغوط من وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون التي تزور بكين حالياً لحضها على اتخاذ إجراءات أقسى ضد الشمال، جددت وزارة الخارجية الصينية دعواتها الى ضبط النفس. وقالت الناطقة باسمها جيانغ يو: «نأمل بأن تحافظ كل الأطراف المعنية على هدوئها وأن تتحلى بضبط النفس، إذ نعتقد بأن الحوار أفضل من المواجهة». وأضافت: «السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية يخدم مصلحة الجميع»، مؤكدة أن الصين لن تتسامح مع أية أعمال يمكن أن تهدد السلام، بينما أبدى نائب وزير الخارجية تشوي تيانكاي استعداد الصين للعمل مع الولاياتالمتحدة وغيرها من الأطراف والبقاء على اتصال وثيق معها في شأن الوضع في شبه الجزيرة الكورية». وفي سيول، قال مسؤول في وزارة الخارجية الكورية الجنوبية عقب محادثات بين المسؤول الصيني البارز وو داوي ووزير الخارجية يو ميونغ هوان إن «بكين تفهم خطورة الوضع»، على رغم انها رفضت تحميل بيونغيانغ المسؤولية علناً عن إغراق البارجة، في وقت تزعم الأخيرة أن سيول زورت الأدلة في شأن ضلوعها في إغراق البارجة كجزء من خطة لإشعال النزاع في المنطقة. ويتوقع أن تكرر سيول دعوتها بكين الى دعمها لدى وصول رئيس الوزراء الصيني وين جياباو الى عاصمة كوريا الجنوبية لإجراء محادثات. وسيعقد وين لقاءً ثنائياً مع الرئيس الكوري الجنوبي قبل القمة الثلاثية المقررة بين الزعيمين بمشاركة رئيس الوزراء الياباني يوكيو هاتوياما في جزيرة جيجو الكورية الجنوبية خلال عطلة نهاية الأسبوع. وفي اتصال هاتفي أجراه مع الرئيس الكوري الجنوبي لي، دعا الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الى ضبط النفس لمنع تصعيد الأزمة بين الكوريتين، على رغم صعوبة الوضع». لكن لم ترشح تفاصيل حول موافقة روسيا توافق على اتهام سيول لبيونغيونغ بإغراق البارجة. وفي طوكيو، أفادت وسائل إعلام أن اليابان تفكر في تشديد القيود على التحويلات النقدية لكوريا الشمالية، علماً انها تفرض عقوبات فعلياً على كوريا الشمالية بينها حظر العلاقات التجارية ومنع السفن الكورية الشمالية من الملاحة في مياهها. لكن كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني هيروفومي هيرانو أكد أن بلاده لن تشارك في إعداد اقتراح مشترك مع كوريا الجنوبية ورفعه إلى مجلس الأمن، بل ستكتفي بدعمه فقط.