سيول، بكينواشنطن - أ ف ب، رويترز - «لهجة الحرب» المتصاعدة بين كوريا الجنوبية والشمالية، والناتجة من اتهام تقرير دولي بيونغيانغ بإغراق بارجة كورية جنوبية في 26 آذار (مارس) الماضي، هزت الحدود المحصنة بين البلدين، إذ أعلنت سيول عن استئناف الدعاية الإعلامية المناهضة لنظام الدولة الشيوعية عبر مكبرات الصوت على الحدود والمعلقة منذ 2004، في مقابل تهديد قائد عسكري كوري شمالي بفتح النار على هذه المعدات. ويستبعد أن تخف هذه اللهجة مع انطلاق مناورات مشتركة مضادة للغواصات بين الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية في البحر الأصفر. وأكد الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك لدى إعلانه سلسلة عقوبات على الشمال، أهمها خفض التبادل التجاري، أن بلاده «لن تقبل بأي عمل استفزازي من الشمال بعد الآن. وإذا انتهكت مياهنا الإقليمية ومجالنا الجوي أو أرضنا فسنلجأ فوراً إلى حقنا في الدفاع عن أنفسنا». وقال: «تساهلنا سابقاً مع وحشية الشمال» لكن الأمور تغيرت الآن وسيدفع الثمن بحجم أعماله الاستفزازية»، معلناً أن «الوقت حان كي يتغير النظام الكوري الشمالي الذي يريد إثارة انقسام وصراع». وردت بيونغيانغ بتحذير سيول من تصعيد التوترات، مكررة حقها في تعزيز ردعها النووي. لكن محللين استبعدوا مغامرة البلدين في الدخول في حرب، إذ لا يستطيع الجيش الكوري الشمالي مواجهة نظيره الجنوبي المتفوق تكنولوجياً وأكثر من 28 ألف جندي أميركي ينتشرون في كوريا الجنوبية، علماً أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أمر جنوده بإظهار «دعمهم المطلق» للعسكريين في كوريا الجنوبية. أما سيول فترى أن نشوب صراع سيخيف المستثمرين ويجعلهم يفرون من البلاد. وفيما أبدى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ثقته بأن مجلس الأمن سيتخذ إجراءات «ملائمة» في ما يتعلق بمزاعم إغراق طوربيد كوري شمالي البارجة الكورية الجنوبية، فشلت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون خلال زيارتها بكين في الحصول على التزام واضح من المسؤولين الصينيين في الانضمام إلى حملة الإدانات الدولية لنظام كيم يونغ ايل، وذلك تمهيداً لدعمهم صدور قرار إدانة يتخذه مجلس الأمن ضد كوريا الشمالية في مجلس الأمن. وقالت: «يعترف الصينيون بخطورة الوضع، ويتفهمون رد فعل الكوريين الجنوبيين وكذلك مسؤوليتنا الفريدة حيال السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية»، في وقت اكتفت بكين بالتذكير بتصريحاتها الأسبوع الماضي، مبدية أملها بأن يحافظ «الطرفان على الهدوء وضبط النفس». ويقول محللون إن «بكين قلقة من احتمال أن يتسبب قرار إدانة دولية جديدة في انهيار كوريا الشمالية المهتزة فعلياً، ما يثير فوضى تمتد إلى أراضيها وربما يدفع إلى تحريك قوات أميركية إلى شبه الجزيرة الكورية عند حدودها مباشرة».