سيظل إنجاز اليونان بالفوز بكأس الأمم الأوروبية 2004، مصدر إلهام وأمل لكل المنتخبات من الفئة الوسطى والدنيا في عالم كرة القدم، فحتى اليوم ما زال هذا الانجاز يعد الأكبر مفاجأة في تاريخ كرة القدم، ودليلاً على أن المنتخبات التي تخلو من النجوم لديها ايضاً فرصة للفوز بالبطولة، ولهذا ما زال المنتخب اليوناني يعتمد على روح الفريق الواحدة وعلى الترابط والتجانس بين خطوطه، وليس على سمعة لاعبيه التي تخلو من النجوم والأسماء البراقة، ولهذا استمر الألماني المخضرم اوتو ريهاغل مدرباً لليونان منذ 2001، فاستمرت العروض الصلبة والقوية، حتى اكتسب المنتخب سمعة «الفريق التي تصعب هزيمته»، على رغم خلو أسلوبه من المتعة واللمحات الجميلة، لكن الفلسفة الألمانية في اللعب الصارم والمباشر تغلبت على الفلسفة الإغريقية التراثية والتاريخية بالأفكار الخلاقة، لكن هذا ما بات يناسب الكرة اليونانية أكثر من أي أسلوب آخر، فبات دائماً مرشحاً بالتأهل من أي تصفيات في مجموعته، وما زال يجني ثمار الانجاز غير المتوقع في 2004، فصنف أولاً في التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى نهائيات المونديال، وجمعته القرعة مع كل من سويسرا ولاتفيا ولوكسمبورغ ومولدوفا وإسرائيل، وبدأت رحلة اليونان في التصفيات في 6 ايلول (سبتمبر) 2008 امام لوكسمبورغ، وانتهت ايضاً امام لوكسمبورغ في 14 تشرين الاول (اكتوبر) 2009. وفي حين حافظ على نظافة شباكه في 3 مباريات فقط من أصل 10 مباريات، الا انه اعتمد بشكل اساسي وكبير على أهداف مهاجمه ثيوفانيس غيكاس، الذي تصدر هدافي التصفيات الاوروبية بتسجيله عشرة أهداف، وحقق 6 انتصارات وتعادلين وخسر مرتين امام المتصدر سويسرا، ليرضى بالمركز الثاني المؤهل الى ملحق التصفيات، إذ لعب امام المنتخب الاوكراني، وحقق الفوز في مباراة الذهاب خارج أرضه، وتعادل سلباً في أثينا، ليتأهل الى النهائيات للمرة الثانية في تاريخه، بعد تجربة مريرة في مونديال 1994، إذ خسر مبارياته الثلاث امام الارجنتين ونيجيريا وبلغاريا، من دون ان يسجل أي هدف في حين دخل مرماه 10 أهداف، ويبدو ان التاريخ قد يعيد نفسه بعدما اوقعته قرعة المونديال المقبل في المجموعة الثانية الى جانب اثنين من المنافسين الثلاثة الذي سقط امامهم في مونديال 1994، إذ سيلعب مجدداً مع الارجنتين ونيجيريا اضافة الى كوريا الجنوبية، لكن سقف طموحاته ارتفع كثيراً عما طمح اليه قبل 16 عاماً، وسيكون منافساً شرساً على البطاقة الثانية المؤهلة الى الدور الثاني، خصوصاً انه بات يعرف بالفريق الصعب والشرس وصاحب المفاجآت، خصوصاً انه الوحيد في تاريخ المنافسات الكبيرة الذي ينجح في الفوز على حامل اللقب والمضيف ليحرز اللقب، مثلما فعلها في يورو 2004، عندما هزم المضيف البرتغال مرتين وفرنسا حامل اللقب في طريقه الى لقب مفاجئ. ويملك اليونان سجلاً متواضعاً ضج منافسيه إذ واجه الارجنتين مرة واحدة في السابق وخسر 0-4، وفاز مرة وخسر مثلها امام نيجيريا، وتعادل مرة وخسر مرة امام كوريا الجنوبية، ومع ذلك يظل التفاؤل يعم المعسكر اليوناني، الذي يرى ان خبرته التي جناها خلال العقد الاخير وحنكة نجومه الذي خاضوا تجارب في اقوى المسابقات الاوروبية، اضافة الى خبرة العجوز ريهاغل قد تكون كافية لضمان التأهل الى الدور الثاني، لكن ليس أكثر من ذلك، الا اذا كانت ذكريات 2004 حاضرة بقوة. معلومات عن الدولة: تأسيس الاتحاد: 1926 (الانضمام ل«الفيفا» 1927). لقب المنتخب: «القراصنة». كابتن المنتخب: جيورجوس كاراغونيس. الأكثر تمثيلاً للمنتخب: ثيودوروس زاغوراكيس (120 مباراة). الأكثر تسجيلاً للمنتخب: نيكوس أناستوبولوس (29 هدفاً). أول مباراة في كأس العالم: أمام الأرجنتين (صفر -4) في مونديال 1994. أكبر فوز في كأس العالم: لم يفز. أكبر خسارة في كأس العالم: أمام الأرجنتين وبلغاريا (صفر-4) في مونديال 1994 مجموعة اليونان: نيجيريا - كوريا الجنوبية - الأرجنتين