أكدت وثائق سرية لحكومة جنوب أفريقيا إبان الأبرتايد أن إسرائيل تملك رؤوساً نووية منذ عقود كثيرة. إذ أفادت صحيفة الغارديان البريطانية أمس أن إسرائيل حولت عام 1973 بيع عدد من الرؤوس النووية لجنوب أفريقيا. واعتمدت الصحيفة في تقريرها باحثاً أميركياً اطلع بنفسه على وثائق اعتبرت سرية وتمت إجازة نشرها أخيراً. وأشارت صحيفة "هآرتس" إلى أن الحكومة الإسرائيلية مارست ضغوطاً على حكومة جنوب أفريقيا الحالية لعدم نشر الوثائق السرية القديمة لكن محاولاتها لم تثمر نجاحاً. ووفقاً للتقرير فإن وزير الدفاع الإسرائيلي عام 1975 شمعون بيريز (الرئيس الحالي للدولة العبرية) اقترح على نظيره الجنوب أفريقي بي. فو بوتا تعاوناً نووياً بين البلدين وأن الأخير طلب تزويد بلاده برؤوس نووية فيما اقترح بيريز تزويد جنوب أفريقيا رؤوساً بثلاثة أحجام. وأضاف أن الوزيرين وقعا اتفاقاً للتعاون الأمني السري بين البلدين. وشملت الوثائق الحكومية الرسمية مذكرة أعدها رئيس هيئة أركان الجيش في جنوب افريقيا تضمن شرحا عن مزايا صواريخ "أريحا" الإسرائيلية عندما تكون مزودة برؤوس نووية. وبحسب الباحث الأميركي فإن الحديث جرى عن رؤوس تفجيرية تقليدية كيماوية ونووية، لكنه يضيف أنه لم يتبين لماذا لم تخرج الصفقة إلى حيز التنفيذ. وبرأي الباحث يبدو أن سدنة النظام في جنوب افريقيا ارتدعوا من الثمن المكلف للصفقة، فضلاً عن أنه ليس أكيداً أن بيريز حصل على إذن من رئيس حكومته اسحاق رابين لإبرام الصفقة.