نددت قطاعات واسعة في قطاع غزة بحرق مسلحين مجهولين، يرجح انهم من المتشددين، أحد المخيمات الصيفية التي تنظمها «وكالة الأممالمتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم» (أونروا) لطلابها في المرحلتين الإبتدائية والإعدادية في قطاع غزة. وفيما وصف مدير عمليات «أونروا» جون غينغ منفذي الاعتداء بأنهم «يكرهون الحياة والأطفال»، متعهداً إعادة بناء المخيم، أعلنت الحكومة المقالة التي تقودها حركة «حماس» في غزة انها «ستلاحق الفاعلين». وكان عشرات المسلحين أحرقوا وخربوا أكبر خيمة في المخيم الذي أقامته «أونروا» على شاطئ منطقة الشيخ عجلين جنوب غربي مدينة غزة. وتباينت المعلومات عن عدد المشاركين في الاعتداء، إذ قال شهود إنهم عشرون، فيما قال آخرون إن عددهم نحو 40. وقيّد المعتدون حارس المخيم قبل أن يشرعوا في حرق الخيام وتمزيق اللوحات الإعلانية وتدمير خزانات المياه. وتضمنت الرسالة «تهديداً لغينغ وموظفين آخرين في أونروا ورسماً لثلاث رصاصات»، في إشارة الى احتمال اغتيالهم إذا واصلت «أونروا» تنظيم مخيمات «ألعاب الصيف». وجاء الاعتداء غداة توزيع مجهولين منشوراً في عدد من مساجد القطاع الجمعة الماضي هددوا فيه باتخاذ إجراءات قاسية ضد «أونروا»، ووصفوها بأنها جسم يخدم المصالح الاستعمارية، وتهجموا على غينغ بقسوة غير مسبوقة. كما شن عدد من خطباء المساجد، من بينهم خطباء من «حماس» وآخرون يتبوأون مناصب رفيعة في حكومتها، هجوماً عنيفاً على «أونروا» على خلفية بدء التسجيل قبل أيام في مدارسها لمخيم «ألعاب الصيف» لهذا العام، وحضوا على عدم المشاركة فيه. وقال غينغ في مؤتمر صحافي عقده في المخيم المستهدف الذي شيد أخيراً على شاطئ غزة: «إن الذين قاموا بعملية الحرق أرادوا منع أطفال غزة من الابتسام والحياة». وأضاف أن «التخريب فيه نوع من العنصرية والتطرف وهجوم على سعادة الأطفال، ومن قام بهذا العمل لديه عقلية متطرفة ولا يحب السلام ولا السعادة ولا الأطفال» الذين يقدر عددهم بنحو 250 ألف تلميذ وتلميذة سيشاركون في مخيمات منفصلة غير مختلطة. وتعهد أن «تُعيد أونروا بناء المخيم فوراً، وأن تتواصل ألعاب الصيف». ولفت الى أن «أكثر من 80 في المئة من أطفال قطاع غزة يعانون من ضغوط نفسية، وأن هذه المخيمات وجدت لتحريرهم منها ولإيجاد جو من الفرح والسعادة المعدومة نتيجة الحصار والمأساة التي تعيشها غزة». وطالب حكومة «حماس» بتوفير الأمن لتلك المخيمات، محذراً من تصاعد الاعتداءات وتأثيراتها المختلفة في حياة الناس. وأكد أن «من قاموا بهذا العمل لن يخيفوا أونروا ولن يجعلوها تتراجع عن عملها في مساعدة أهل غزة». واستنكرت الحكومة المقالة «حرق» المخيم، وأكدت رفضها القاطع «أي خرق للأمن» وتعهدت «ملاحقة الفاعلين». وقال الناطق باسمها طاهر النونو إن «الحكومة تعبر عن استيائها من البيان الذي وُزع في بعض مناطق القطاع عن بعض الإشكالات المتعلقة بعمل وكالة الغوث»، مؤكداً أن «الحكومة تقوم بدورها في توفير الأمن للجميع في القطاع، خصوصاً العاملين في أونروا». وجوبه الاعتداء بموجة عارمة من السخط والغضب والاستنكار من القوى والفصائل وهيئات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان. كما قرر عدد من الهيئات والمؤسسات تعليق العمل اليوم لمدة ساعتين وتنظيم اعتصام تنديداً بالاعتداء وتضامناً مع «أونروا» وموظفيها.