يبدو أن شهر العسل بين الحكومة المصرية والعمال المضربين انتهى، إذ أندلعت أمس اشتباكات بين الشرطة وعمال معتصمين أمام مقر البرلمان في وسط القاهرة منذ أكثر من شهر للمطالبة بحقوقهم المالية. واستخدمت الشرطة القوة لتفريق مئات من عمال شركة «أمونسيتو» لصناعة الغزل والنسيج الذين حاولوا تنظيم مسيرة من مقر الاعتصام أمام البرلمان إلى مقر «بنك مصر» القريب منهم احتجاجاً على رفض البنك الذي يتولى تصفية شركتهم دفع مستحقات العمال. وأفيد أن أجهزة الأمن اعتقلت نحو 13 على الأقل، فيما أصيب عشرات معظمهم بجروح طفيفة خلال الاشتباكات. وتعتبر الحكومة عادة الإضرابات شبة اليومية للعمال دليلاً على الحراك الديموقراطي في البلاد، وكثيراً ما كانت تركز على تسامحها مع هؤلاء العمال حين تواجه بأي انتقادات في شأن تعاملها مع المتظاهرين. وقال شهود إن الشرطة استخدمت الهراوات وخراطيم المياه لتطويق العمال المحتجين عندما حاولوا الخروج من السياج الحديدي الذي يفرضه الأمن أمام الرصيف المطل على البرلمان في شارع قصر العيني (وسط العاصمة). وأشار أحدهم إلى أن اشتباكات بالأيدي وقعت بين العمال وجنود الأمن المركزي. ويطالب العمال بصرف رواتبهم المتوقفة منذ أربعة أشهر وتشغيل الشركة، وفي حال التصفية يطالبون بصرف راتب أربعة أشهر عن كل سنة، فضلاً عن دفع التأمينات الاجتماعية التي لم تسدد. وكانت لجنة القوى العاملة في البرلمان فشلت صباح أمس في وقف قرع الطبول المتواصل الذي يمارسه عمال شركة «أومنيستو» منذ أيام احتجاجاً على فشلهم في صرف مستحقاتهم من الشركة بعد هروب مالكها رجل الأعمال السوري عادل أغا. ورفض ممثل العمال الاتفاق الذي وقعه الدائنون مع الشركة، وأعلنوا انسحابهم من اجتماع لجنة القوى العاملة الذي حضرته أمس وزيرة القوى العاملة والهجرة عائشة عبدالهادي وقرروا استمرار اعتصامهم. ووصف العمال الاتفاق بأنه «ورطة»، والتفوا حول مبنى البرلمان ليهتفوا ضد رئيس «اتحاد عمال مصر» رئيس لجنة القوى العاملة في البرلمان حسين مجاور. وحاول عدد من العمال تسلق سور مبنى مجلس الشورى بالملابس الداخلية وكتب أحدهم فوق صدره العاري: «فينك (أين أنت) فينك يا مبارك؟». وقال أحد قادة الاعتصام محمود برهامي ل «الحياة» إن «الحكومة وعدتنا قبل شهر بصرف رواتبنا لكنها لم تف بوعودها». وأشار إلى أن العمال لم يحصلوا علي رواتبهم منذ أكثر من أربعة أشهر. وأضاف: «سنواصل اعتصامنا حتى تلبي الحكومة مطالبنا... لا ننتمي إلى حزب أو تيار سياسي مثلما تردد دائماً وزيرة القوى العاملة وإنما جئنا إلى هنا بحثاً عن مطالب معيشية».