يتخذ «النظام الإقليمي العربي في مرحلة ما بعد الاحتلال الأميركي للعراق» للباحثة إيمان أحمد رجب (مركز دراسات الوحدة العربية)، من احتلال الولاياتالمتحدة الاميركية للعراق مدخلاً لدراسة أبعاد العلاقة بين الولاياتالمتحدة الأميركية والنظام الإقليمي العربي طوال الفترة بين 2003 و2008، ومدى تأثير هذه العلاقة في قدرة النظام العربي على الاستمرار والاحتفاظ بتمايزه عن غيره من النظم الإقليمية، وعن تفاعلات النظام الدولي. وتفترض الدراسة ان قدرة النظام العربي على الاستمرار كنظام إقليمي تتوقف على كيفية تفاعل وحداته مع السياسات الأميركية في فترة ما بعد احتلال العراق. وتتبعت الدراسة بالرصد والتحليل صور التغلغل الأميركي في النظام العربي منذ نشأة هذا النظام رسمياً عام 1945 حتى عام 2003، ثم تعمقت بالفترة بين 2003 و2008، فعُنيت بدراسة تداعيات ذلك على ثلاثة مقومات أساسية، ينصرف الأول الى حدود النظام العربي، التي باتت مستهدفة نتيجة معاودة الطرح الأميركي للشرق أوسطية، ويتعلق المقوم الثاني، بالقيم التي تمخضت عن التفاعلات العربية - العربية، لما يزيد على نصف قرن، وحكمت تلك التفاعلات وحددت هوية النظام العربي، ومن بينها الحق في التحرر وتقرير المصير، ما يتطلبه ذلك من دعم المقاومة الوطنية في مواجهة الاحتلال وعدم التعاون معه. وينصرف المقوم الثالث الى امن النظام الإقليمي العربي، الذي قد تتم إعادة تعريفه في اتجاهات متباينة، بحسب موازين القوى بين الوطن العربي والعالم الخارجي.