أكد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري أن «على لبنان أن يحمي نفسه من كل التهديدات والأخطار التي من حوله، ومن كل التهديدات على المنطقة وعليه وعلى سورية وفلسطين»، معتبراً أن المبعوثين والوفود يجولون على مصر ولبنان وسورية والمملكة العربية السعودية ومعظم الدول العربية «من أجل تحريك عملية السلام في المنطقة»، ومؤكداً أن «ما يخفف التطرف فيها هو حل عادل للقضية الفلسطينية». ودعا الحريري بعد لقائه الرئيس المصري حسني مبارك قبل ظهر أمس في القاهرة، الى إرجاع الحقوق العربية في الجولان ومزارع شبعا والغجر في لبنان وأن يكون هناك سلام عادل استناداً الى المبادرة العربية. والتقى الحريري نظيره التركي رجب طيب أردوغان في اسطنبول عصر أمس في إطار المشاورات التي يجريها مع قادة دول المنطقة قبل لقائه الرئيس الأميركي باراك أوباما في واشنطن غداً. وإذ يغادر الحريري بيروت بعد ظهر اليوم الى واشنطن بعد لقائه وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، غادر وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيللي بيروت الى القاهرة في إطار جولة إقليمية، بعد لقائه رئيس الجمهورية ميشال سليمان ونظيره اللبناني علي الشامي. وأبدى الوزير الألماني ارتياحه الى «الاستقرار السائد في لبنان سياسياً واقتصادياً وأمنياً». وبحث المسؤولون اللبنانيون مع الوزير فيسترفيلي في مسألة التجديد للوحدة الألمانية البحرية المشاركة في قوات «يونيفيل» في لبنان. وتتزامن الحركة الخارجية من لبنان وإليه في هذه المرحلة مع استحقاق المرحلة الثالثة من الانتخابات البلدية في محافظتي الجنوب والنبطية اليوم والتي تجرى بمنافسة حادة وحامية الوطيس في مدينة صيدا، وعدد قليل من البلدات مثل جزين (بين التيار الوطني الحر والنائب السابق سمير عازار وقوى أخرى) فيما يشهد معظم القرى في أقضية الجنوب السبعة الأخرى برودة واضحة نتيجة نجاح ائتلاف «حزب الله» وحركة «أمل» في عدد كبير من القرى (يناهز ال70 قرية من أصل 254 مجلساً بلدياً في المحافظتين) في تحقيق فوز اللوائح بالتزكية، أو بحصر المنافسة الانتخابية مع عدد قليل من المرشحين المتبقين الذين لم يسحبوا ترشيحاتهم، بعد أن ناشدهم الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله ذلك أول من أمس حرصاً على التوافق وتجنب المعارك الانتخابية. لكن عدداً من المرشحين استجاب مناشدته خلال الساعات الماضية، ما زاد عدد المجالس البلدية التي فازت بالتزكية. أما في مدينة صيدا التي نفّذ الجيش اللبناني انتشاراً كثيفاً في أحيائها بعد سلسلة حوادث أمنية نتيجة احتدام المنافسة بين اللائحة المدعومة من النائب السابق أسامة سعد والمعارضة، مقابل لائحة المهندس محمد السعودي المدعومة من «تيار المستقبل» و «الجماعة الإسلامية»، فقد استفاقت أمس على أنباء العثور على قنبلة ملفوفة بشريط لاصق على مسافة 50 متراً من منزل السعودي فطوّق الجيش المكان وعطّل القنبلة. واعتبر السعودي أن هذه القنبلة «صوتية حتى لو كانت معدة للتفجير والغرض منها تخويف الناس يوم الانتخاب». وأكد السعودي للصيداويين أن اليوم الانتخابي «سيمر بطمأنينة»، داعياً إياهم الى النزول الى صناديق الاقتراع «لأن الجيش والقوى الأمنية تمسك بقوة بالأمن في المدينة». وكان الحريري قال في تصريحاته أمس إنه سيتناول في محادثاته في واشنطن المساعدات الأميركية للجيش اللبناني والتعاون الاقتصادي، مشيراً الى مشاريع قيد الدرس «بيننا وبين الأميركيين».