توعّد وزير الداخلية والأمن الوطني في الحكومة المقالة التي تقودها حركة «حماس» في غزة فتحي حمّاد العملاء والمتعاونين الفلسطينيين مع اسرائيل بحرب لا هوادة فيها عند انقضاء الفترة الممنوحة لهم للتوبة. وقال حماد إن وزارة الداخلية «ستشن حرباً شرسة على العملاء، وستلاحقهم بعد إغلاق باب التوبة» الذي أعلنت عنه الوزارة اخيراً. وأضاف أن أجهزة الأمن التابعة للوزارة تجري تحقيقات مع عدد من العملاء الذين يرتبطون مع الاحتلال ويزودون أجهزته الأمنية معلومات عن رجال المقاومة الفلسطينية وأماكن وجودهم. وأشار الى أن الوزارة تمكنت أثناء الحرب الاسرائيلية الاخيرة على قطاع غزة من «المحافظة على جبهتها الداخلية، وملاحقة العملاء الذين كانوا يمدّون الصهاينة المعلومات عن المقاومة الفلسطينية». ومنحت الوزارة قبل أيام قليلة العملاء والمتعاونين فترة شهرين للتوبة والتراجع عن التعاون مع أجهزة الأمن الاسرائيلية، وتعهدت التعامل معهم بمنتهى السرية ومنحهم الأمان وعدم ملاحقتهم. وكانت الحكومة المقالة أعدمت فلسطينيين منتصف الشهر الماضي بعدما دانتهما محكمة عسكرية بالتعاون مع اسرائيل والمشاركة في قتل عدد من الفلسطينيين. ونفذ مقاومون فلسطينيون حكم الاعدام ميدانياً في عشرات المتعاونين أثناء الحرب الاسرائيلية على القطاع، خصوصاً بعدما قصفت طائرات اسرائيلية أبواب السجون لاتاحة الفرصة أمامهم للهرب من السجون. وتمكن عدد قليل منهم من الافلات والهرب الى اسرائيل، فيما تمكنت أجهزة الأمن و «كتائب عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، من اعتقال معظم الفارين وإعدامهم، نظراً الى تدمير السجون والمقار الأمنية لاحقاً. وتعمل اسرائيل منذ احتلالها القطاع عام 1967 على تجنيد عملاء لها يشكلون عيوناً لقواتها وأجهزتها الأمنية على الأرض، وتتعدد المهمات التي يوكلها اليهم الضباط في جهاز الأمن الداخلي الاسرائيلي «شاباك». ومن بين تلك المهمات، قتل ناشطين ومقاومين، والابلاغ عن تحركاتهم، ومخازن الأسلحة، والأنفاق التي يتم حفرها وتزويدها بالصواريخ المحلية الصنع، وقطع أسلاك العبوات الناسفة التي يتم تفجيرها من بعد، فضلاً عن نشر المخدرات والرذيلة في المجتمع. ويتبع «شاباك» وسائل قذرة للايقاع بضحاياه من الفلسطينيين، من بينها منع الطلاب الجامعيين والمرضى والعاملين في الخارج من السفر ومساومتهم على القبول بالتعاون في مقابل السماح لهم بالسفر، أو من خلال تصويرهم في أوضاع فاضحة مع مجندات إسرائيليات أو متعاونات يستخدمن في استدراج الشبان، خصوصاً صغار السن منهم. ولا توجد احصاءات عن أعداد العملاء لاسرائيل في الأراضي الفلسطينية، لكن اسرائيل تحاول نشر تسريبات على فترات متباعدة بأن هناك عشرات آلاف المتعاونين معها، فيما يقدر الفلسطينيون العدد بآلاف عدة.