تنطلق الإثنين المقبل الدّورة الأولى لمهرجان حيفا المستقلّ للأفلام بمؤتمر صحافيّ يعقده المنظّمون في «مسرح خشبة» السادسة مساء، بحضور طاقم المهرجان ومجموعة من العاملين في القطاع السّينمائيّ الفلسطينيّ، يليه عرض فيلم «حب، سرقة ومشاكل أخرى» للمخرج الفلسطيني مؤيد عليّان في المكان نفسه. يطمح مهرجان حيفا المستقلّ للأفلام إلى مواكبة تطوّر المشهد السينمائيّ، والمساهمة في صناعة السّينما في فلسطين والعالم العربيّ. كما يسعى إلى فتح باب الجدل والنقاش من خلال كسر الحدود بين حيفا والمشهد السينمائيّ العالميّ. يستمرّ المهرجان ستة أيام، تُعرض خلالها أفلام فلسطينيّة للمرة الأولى في حيفا في محاولةٍ لتسليط الضوء على الإنتاج المحليّ، ودعم مكانة السينما والثقافة في المجتمع، إضافة الى مجموعة من الأفلام العربيّة والعالميّة. ويرافق برنامجَ الأفلام عدد من العروض الموسيقيّة والنشاطات الثقافيّة والندوات. وقالت لينا سويلم المشاركة في تنظيم المهرجان انه «يضم أفلاماً فلسطينيّة عُرضت في مهرجانات سينمائيّة عالمية، مثل فيلم «ديجراديه» لعرب وطرزان ناصر الذي عُرض في «كان»، كذلك أفلام عُرضت في تورونتو ودُبي. وهذا يعني أنّ السّينما الفلسطينيّة ناجحة جداً وتضم إنتاجات وإبداعات على رغم شحّ الدعم. وبالتالي يشكّل المهرجان منصة للمخرجين والمنتجين الفلسطينيّين لتقديم أفلامهم ودعمهم أيضاً». وأضافت: «لدينا أفلام من ثقافات عدة تقع قصص النضال في صلب حياتها وإنتاجها السّينمائيّ أيضاً، مثل فيلم من كولومبيا. ومن المهم أن نعرّف الجمهور الفلسطينيّ في حيفا على هذه الأفلام، بخاصة المستقلّة والإبداعيّة والفنّيّة. الفكرة تكمن في إحضار أفلام من العالم العربيّ إلى حيفا للمرة الأولى، من جهة لتعريف الجمهور الفلسطينيّ عليها ومن جهة ثانية لتذكير السّينمائيّين العرب بضرورة عرض أفلامهم في حيفا كونها مساحة للثقافة العربيّة الفلسطينيّة». مهرجان حيفا هو مهرجان مستقلّ تماماً عن أي دعم أو تعاون حكوميّ أو مؤسّساتيّ. وجاءت فكرة تأسيسه كردّة فعل على التّهميش الثّقافيّ الذي يعيشه الفلسطينيّون في الداخل. ولا تلغي الاستقلالية التي قام عليها المهرجان جهود المؤسّسات والجمعيّات التي تنشد الحقوق الثّقافيّة للفلسطينيّين في الداخل وتنظّم باستمرار نشاطات وتطرح قضايا مهمة. ويقول روجيه خليف، أحد القائمين على المهرجان: «نحن نؤمن باستقلاليّة الإنتاج في كل مكان، في فلسطين أو أي مكان آخر، لأننا نؤمن بضرورة الإنتاج الذّاتي بلا دعم عموماً، وهذا يصح خصوصاً في واقعنا بمدينة حيفا وعدم تعاملنا مع المؤسّسة الإسرائيليّة. النقطة الأساس ليست عدم رغبتنا في التعاون مع آخرين، بالعكس، من المهم أن نتعاون كشباب منتج بعضنا مع بعض، وأن يعطي كل منا ما لديه. وهذا ما لمسناه خلال التحضيرات المستمرة للمهرجان، كل يعطي في مجاله، حتى المقاهي فتحت أبوابها لنا كي نعمل فيها، والإعلاميّون ساهموا من خلال عملهم، والمؤسّسات الثّقافيّة قدمت فضاءاتها لعرض الأفلام، إلخ... هناك شيء ما طبيعي في سليقتنا كعرب فلسطينيّين، وهو أننا نحبّ مساعدة أحدنا الآخر، وهذا لا يزال حاضراً ويتجسّد اليوم بإنتاج المهرجان. عندما تكون مستقلاً، فأنت قادر على أن تنتج ما يلائم أفكارك وما تؤمن به، بلا إملاءات من أحد. نحن من يقرر مضمون المهرجان وفحواه ومقولاته، لكونه مهرجاناً مستقلًا». يذكر أن المبادرة لتأسيس المهرجان جاءت من روجيه خليف ولينا منصور ولينا سويلم الذين اختاروا الأفلام إلى جانب كلّ من عايد فضل ورياض سليمان، بالشراكة مع فضاءات العرض التي ستستضيف المهرجان، وهي «مسرح خشبة» و«كباريت» و«جمعيّة الثّقافة العربيّة». وستعرض الأفلام في المركز الثّقافي العربي.