عند احدى التلال الشاهقة التي طالما شهدت مواجهات عسكرية مع اسرائيل اقام حزب الله اول متحف يروي حكاية مقاتلين قارعوا الاحتلال على مدى 22 عاما. وبمناسبة الذكرى العاشرة للانسحاب الاسرائيلي من الجنوب حول حزب الله بلدة مليتا الواقعة على مرتفع شاهق الى اول متحف فوق الارض وتحتها يستعرض التكتيكات العسكرية المختلفة التي استخدمها مقاتلو حزب الله ضد الجنود الإسرائيليين خلال احتلال إسرائيل لأراض لبنانية. وانسحبت اسرائيل في 25 مايو أيار عام 2000 بعد هجمات متواصلة شنها مقاتلو حزب الله على قواتها في لبنان. وبعد هدوء دام لسنوات قليلة اندلعت حرب استمرت اكثر من شهر بين الجانبين ادت الى مقتل نحو 1200 لبناني معظمهم من المدنيين و160 اسرائيليا اغلبهم من الجنود. وظلت المنطقة هادئة الى حد كبير منذ عام 2006 حيث تراقب الحدود قوات من الاممالمتحدة والجيش اللبناني. ولكن مزاعم اسرائيلية لم تثبت بأن سوريا نقلت الى حزب الله صواريخ سكود طويلة المدى أثارت شائعات عن نشوب حرب. وجاء المتحف على شكل مواقع عسكرية طبيعية حيث انتشرت منصات الصواريخ تحت الاشجار وتمركز المقاتلون خلف الدشم والصخور وتحولت احدى المغارات الى غرفة عمليات عسكرية. وعلى مساحة 60 الف متر مربع عرضت غنائم الحرب من اسلحة رشاشة واعتدة وخوذات وأزياء عسكرية. كما عرض عمل مشهدي تركيبي تم تشكيله من بعض مدرعات واليات واسلحة الجيش الاسرائيلي وجيش لبنان الجنوبي الذي كان متعاملا معه والمعروف باسم جيش انطوان لحد والتي غنمها حزب الله بدءا من عام 1982 وحتى حرب يوليو تموز عام 2006 . وقال امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله عبر شاشة عملاقة في افتتاح المتحف امس الجمعة "نحن نحاول من خلال هذا المتحف.. متحف مليتا أن نقدم جهدا على طريق حفظ التاريخ وإحيائه وتقديم صورة مشرقة وواقعية وحقيقية عن هذا التاريخ." اضاف "هذه الأرض هي من أقدم مواقع المقاومة الإسلامية التي أنشئت في منطقة إقليم التفاح في مقابل المواقع الإسرائيلية واللحدية... جاء شباب في زهرة العمر من لبنان إلى هذه التلال المقابلة... وأقاموا مواقع للدفاع عن بقية الأراضي المحررة ومواقع للانطلاق منها لشن عمليات وغارات على مواقع الاحتلال والدوريات الإسرائيلية واللحدية التي كانت تسير في المنطقة في سياق عمل المقاومة المتواصل في استنزاف العدو لإجباره على إخلاء الأرض والاندحار منها." واضاف "من هذه الأرض انطلقت عمليات كبيرة ومهمة جدا باتجاه كل المواقع الموجودة على مرمى أبصاركم واقتحم مجاهدو المقاومة قلاع العدو وقدموا الشهداء وقدموا التضحيات وألحقوا الهزيمة النكراء بهذا العدو." وخاطب نصر الله اللبنانيين في جنوب لبنان معقل حزب الله الذين يتوجهون غدا الاحد الى صناديق الاقتراع لانتخاب مجالسهم البلدية قائلا "حولوا الانتخابات البلدية يوم الاحد إلى أعراس في القرى ولا تخافوا من المناورات الإسرائيلية المسماة (تحول 4)." وتتزامن الانتخابات البلدية في الجنوب غدا مع مناورات عسكرية اسرائيلية اطلق عليها اسم "تحول 4". واضاف "اليوم تبدل المشهد. دائما كان المشهد أننا نحن في لبنان خائفون قلقون مضطربون لا نجرؤ أن نذهب إلى القرى الأمامية والى بلداتنا والى حقولنا والى مزارعنا والآن لماذا اختاروا يوم 23 (مايو ايار ) لبدء المناورات منتبهين أو غير منتبهين لا أعرف ولكن لله مشيئة في هذا الأمر ليقدم مشهد على طرفي الحدود: في الجنوب وفي البلدات الجنوبية وفي القرى الأمامية أعراس انتخابية وفي الجانب الآخر الملايين الذين ينزلون إلى الملاجيء وينفذون خطة طواريء خوفا من المقاومة كما يقولون." وقال احد المقاتلين في حزب الله الذي طلب عدم نشر اسمه لرويترز "يمكننا القول بان كل شجرة هنا سقط تحتها شهيد. كنا نتسلق هذه الجبال الوعرة حاملين اسحلتنا وامتعتنا في الثلج والصقيع والبرد ولا نزال مستعدين لفعل هذا لو طلب منا ذلك." ____________ * ليلى بسام