شهد الاحتفال باليوم العالمي للمرأة عام 2016، الذي نظمه فريق الأممالمتحدة القُطري بالمملكة، بالتعاون مع مركز الملك عبدالعزيز للحوار، مناقشة عدد من أوراق العمل، تناولت دور المرأة السعودية في تعزيز التلاحم الاجتماعي والوطني، في حضور عدد من سفراء الدول وعضو مجلس الشورى الدكتورة ثريا عبيد، وجمع من الكتاب والمثقفين، وذلك في مقر مكتب الأممالمتحدة بحي السفارات. واستُهل اللقاء بمشاهدة الحضور الفيلم القصير «القاتل الصامت» من إنتاج مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، تمحور حول أهمية الوحدة الوطنية ومكافحة التطرف والطائفية، ثم الفيلم القصير «المدرسة»، فكرة الشاب عبدالله القحطاني، الفائز بجائزة مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، ودعا إلى دور المرأة السعودية في أسرتها وتأثيرها في نشأة أجيال تتبنى مفهوم التسامح مع الآخر. في حين ألقت مديرة القسم النسائي بمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني آمال المعلمي كلمة عبرت فيها عن تقديرها للمكتب القُطري للأمم المتحدة بالمملكة، إضافة إلى تعاونه في إقامة هذه الاحتفالية، التي تجسد مفهوم التبادل الثقافي والحضاري بين المملكة والمجتمع الدولي. وأشارت الكاتبة والصحافية أميمة الخميس، خلال الجلسة الأولى، إلى تطور دور المرأة في تعزيز التلاحم الاجتماعي، فيما استعرضت الكاتبة وعضو مجلس إدارة جمعية الثقافة كوثر الأربش «رسالة تسامح»، تناولت تجربتها الشخصية في إرسال رسائل السلام والتسامح، بعد وفاة ابنها في التفجير الإرهابي في مسجد بالدمام العام الماضي. بينما عرضت إحدى منسوبات جامعة القريات في الجوف الدكتورة ميسون العنزي «قصة نجاح من منطقة الشمال»، وعددت شخصيات أدبية نسائية بارزة كان لهن دور اجتماعي مهم في صناعة وتخريج أجيال مثقفة، واختتم الجلسة الكاتب والإعلامي العضو السابق في مجلس الشورى حمد القاضي بحديثه عن «الماضي والمستقبل: مسيرة المرأة السعودية في تعزيز التلاحم الاجتماعي» مشيراً إلى دور المرأة السعودية في مسيرة التوحيد، مع المؤسس الملك عبدالعزيز، رحمه الله. فيما ناقشت الجلسة الثانية دور المرأة السعودية في نشأة أجيال تتبنى مفهوم التلاحم الاجتماعي، إذ تحدث منتج فيلم «المدرسة» عبدالله القحطاني عن تجربته في هذا المجال، في حين سلطت فاطمة الحسين، من مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في الرياض، الضوء على دور قصص الأطفال والتربية الثقافية في تعزيز مفهوم التلاحم الاجتماعي، مستعرضة أخطاء بعض القصص ودورها في زرع القيم الخاطئة في نفس الطفل، مذكرة الأمهات والمدارس بأهمية انتقاء القصص التي لها رسالة سامية وليس الأرخص سعراً، داعية الكتاب والرسامين إلى ضرورة تناول قضايا اجتماعية بطريقة إيجابية، لتترك الأثر البالغ في عقل الطفل، ما سينعكس على حياته ومستقبله، تخلله شرح لفكرة «الصدقة الثقافية» و«نادي الطفل» في مكتبة الملك عبدالعزيز العامة. كما تحدثت مدربة التنمية البشرية المديرة المكلفة للشبكة السعودية لحاضنات الأعمال الجوهرة الغصون، خلال الجلسة، عن مبادرة من الأبناء إلى الوالدين «قصة نجاح أعينوني على رضاكم»، موجهة دعوة إلى الحب فالتسامح ثم العطاء، مستعرضة فيلماً عن المبادرة. في حين لفتت الباحثة رئيسة لجنة المدارس الأهلية في جدة فريدة فارسي الانتباه إلى «قصص من التاريخ لمسيرة المرأة في مكةالمكرمة ودورها في تعزيز التلاحم الاجتماعي» مركزة على دور المرأة المكيّة في خدمة زوار بيت الله، وبخاصة أوقات الحج، مستعرضة بعض أسماء لسيدات صاحبات أوقاف لأعمال خيرية كان لهن دور في التنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية. واختتم اللقاء بكلمة المنسق المقيم للأمم المتحدة والممثل المقيم لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي الدكتور أشوك نيغام، أشار فيها إلى الآيديولوجيات التي تغذي التعصب والإرهاب والكراهية والتطرف والطائفية والعنف، إضافة إلى الشعور بالأمن والتعايش السلمي والقيم التي ينادي بها الإسلام ومنظمة الأممالمتحدة، موضحاً أن المملكة تعمل من أجل رفاه شعبها والحفاظ على السلام والحد من الفوارق لتحقيق التقدم والازدهار للجميع، ومع ذلك يبقى السؤال: كيف يمكننا تشجيع مزيد من التلاحم الفكري والاجتماعي في مجتمعاتنا؟ وتأتي الإجابة في التعاليم الإسلامية التي تؤكد بناء السلام في المجتمعات وتوطيد العلاقات الأسرية والاجتماعية بين الناس، مؤكداً أن دور المرأة يأتي في صلب بناء الانسجام والتلاحم الاجتماعي، وخصوصاً في تثقيف الجيل القادم من الأطفال، وغرس القيم في المجتمع، إذ يلعب التعليم دوراً مهماً في دعم التماسك الاجتماعي، وهو العنصر الأساس في بناء مجتمعات مستدامة وسلمية. وحيا المملكة على جهودها في المحافظة على مكانتها في مؤشر التنمية البشرية عام 2015، إذ جاءت في المرتبة ال39 في قائمة التنمية البشرية المرتفعة جداً.