بعد أن دب الارتياح في نفوس أهالي منطقة العيص جراء توقف الهزات الأرضية التي تضرب منطقتهم منذ 18 يوماً، عاودت الهزات نشاطها مجدداً فجر أمس، مصحوبة بأصوات «الرعد» التي يستمر السكان في سماعها بين حين وآخر، فيما بدأت الدفاع المدني بناء الخيام للمرحلة الثانية من خطة الإجلاء لسكان العيص وضواحيها في حال حدوث ثوران بركاني، وأكد المتحدث الرسمي لإدارة الدفاع المدني في منطقة المدينة اللواء صالح المهوس معادوة الهزات الأرضية نشاطها. وقال ل «الحياة»: «لم يتم حصر الهزات، إلا أنها عموماً لم تتعد الرقم الأعلى الذي سجلته وهو 3.7 درجة على مقياس ريختر، ولم تسجل نتيجتها أي خسائر مادية، مضيفاً «لا يمكن التنبؤ باستمرارها أو توقفها». وفي الوقت ذاته، أوضح مدير إدارة الدفاع المدني في ينبع المشرف على خطة الدفاع المدني بالعيص العقيد زهير أحمد هاشم سيبيه ل «الحياة» أن الدفاع المدني على اتصال دائم ولحظي مع المركز الوطني للزلازل والبراكين في هيئة المساحة الجيولوجية، سعياً إلى تبادل المعلومات، مشيراً إلى أن جميع قراءات الرصد حتى الآن مطمئنة. وأشار إلى أن وجود وانتشار الدوريات يأتي ضمن مهمات تنبيه السكان وتوعيتهم بالإجراءات المتبعة في حالة الكوارث بعيداً عن التوتر والشائعات، وبث روح الأمان بين سكان القرى، لافتاً إلى أن «الوجود المكثف لكوادر وآليات الدفاع المدني وجاهزية بقية القطاعات ومساندتها هو تنفيذ احترازي وفق قواعد الخطة المتبعة في مثل هذه الظروف، إلا أن الحال العامة مطمئنة، خصوصاً أن مثل هذه الحشود الزلزالية قد تستمر لأشهر عدة كما حدث سابقاً». وفي غضون ذلك، وصلت إلى منطقة العيص العديد من آليات الدفاع المدني المتطورة والتي تباينت بين سيارات صافرات الإنذار المتحركة والدفع الرباعي القوية، وسيارات الكاشفات والإنارة والشاحنات المختلفة، إضافة إلى ذلك وصلت أيضاً «محطة عمليات القيادة المتنقلة» التي تعد أحدث وأهم الآليات وتحوي أجهزة متصلة بالأقمار الصناعية وخطوطاً لاسلكية وهاتفاً لا سلكياً يمكنه استقبال التقارير وإرسالها إلى أي موقع، إضافة إلى أنها مكيفة ومجهزة ببطاريات احتياطية تمكنها من العمل إذا حدث خلل ما. وفي إطار الاستعدادات الاحترازية لمواجهة زلازل وبراكين محتملة، خصصت المديرية العامة للدفاع المدني موقعاً للإيواء على طريق أملج - العيص، ونصبت 100 خيمة وبدأت تجهيزها بحاجاتها من البسط والبطاطين والمياه، إضافة إلى تمركز سيارة مجهزة للعمليات الميدانية في قرية الرويضات.