سيول - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في طوكيو أمس، إلى اتخاذ إجراءات دولية ضد كوريا الشمالية بسبب مسؤوليتها عن إغراق البارجة الكورية الجنوبية «تشونان» في 26 آذار (مارس) الماضي والذي اسفر عن مقتل 46 جندياً، وهو ما تصر بيونغيانغ على نفيه. ونقلت صحيفة «اليابان اليوم» عن كلينتون قولها في بداية جولتها الآسيوية ان «الولاياتالمتحدةواليابان وكوريا الجنوبية والصين تتشاور حول رد فعل مناسب على التحقيق الدولي الذي اتهم كوريا الشمالية باغراق السفينة». وأشارت في مؤتمر صحافي عقدته مع نظيرها الياباني كاتسويا أوساكا إلى انه «من المبكر مناقشة الخيارات المحددة أو الإجراءات التي يجب اتخاذها بعد نتائج التحقيق، لكن المهم توجيه رسالة واضحة لكوريا الشمالية بأن الأعمال الاستفزازية لديها تداعيات». وأضافت: «الدليل واضح ومستنكر. الطوربيد الذي أغرق تشونان أُطلق من غواصة كوريا الشمالية. يجب أن يكون هناك رد دولي وليس فقط إقليمي». وخلال محادثاتها في بكين الاثنين والثلثاء المقبلين، ستسأل وزيرة الخارجية الاميركية المسؤولين الصينيين حول «تقويمهم» للحادث الذي يفترض ان يطرح في مجلس الامن الذي يتمتعون فيه بحق النقض. في غضون ذلك، اعلن وزير الدفاع الكوري الجنوبي كيم تاي يونغ أمس، ان كوريا الشمالية ستدفع ثمن غرق البارجة «قبالة جزيرة باينغنيونغ قرب الحدود البحرية مع الشمال، فيما وصف الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كراولي الحادث بأنه «استفزاز خطر سيؤدي بالتأكيد الى عواقب». وقال كيم غداة اعلان فريق تحقيق دولي ان البارجة غرقت بسبب طوربيد اطلقته غواصة كورية شمالية عليها: «تخطت كوريا الشمالية الحدود»، معلناً ان سيول ستطلب من مجلس الامن فرض عقوبات اضافية غير عسكرية على الشمال. وأكد الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك الذي شهدت فترة رئاسته منذ توليه السلطة قبل عامين ونصف العام زيادة الفتور مع الشمال، ان رد سيول سيكون حذراً، مستبعداً اي رد عسكري «خوفاً من ان يؤدي ذلك الى نشوب حرب شاملة، على رغم ان الاعتداء استفزاز مسلح انتهك الهدنة التي وقعها البلدان لإنهاء الحرب بينهما عام 1953 وميثاق الاممالمتحدة». وسيكشف لي خطوات سيول المقبلة في خطاب يبث مباشرة على التلفزيون مطلع الأسبوع المقبل. وصرح مسؤول كبير في وكالة استخبارات الدفاع الكورية الجنوبية اللواء هوانغ وونغ دونغ بأن «بيونغيانغ شنت الهجوم رداً على اشتباك حصل قرب الحدود المتنازع عليها في تشرين الثاني (نوفمبر)، وادى الى اشتعال زورق دوريات كوري شمالي، ما يعني ان الهدف الرئيس تمثل في استعادة شرف الجيش ورفع معنوياته، اضافة الى تحويل اهتمام المواطنين عن الصعوبات الاقتصادية وتعزيز التضامن الداخلي وتحسين موقع كوريا الشمالية في المحادثات السداسية الخاصة ببرنامجها النووي، ودفع حكومة سيول الى تليين سياساتها المتعلقة بالحدود بين البلدين». وجددت كوريا الشمالية نفيها الضلوع في الحادث واتهامها الجنوب ب «تلفيق الادلة». وافادت لجنة اعادة التوحيد السلمي في كوريا الشمالية بأن «سيول اكتفت بعرض شظايا وقطع الومنيوم غير معروفة المصدر كأدلة، ما جعلها موضع سخرية». وتابعت: «المجموعة الدمية (حكومة سيول) خلقت وضعاً خطراً للغاية في شبه الجزيرة الكورية، الى حد أن حرباً يمكن ان تندلع حالاً»، مرددة بذلك تحذيراً يستخدمه الشمال غالباً. واشارت الى ان الشمال يعتبر الوضع الحالي «مرحلة من مراحل حرب»، مهدداً بالرد على اي اجراءات مضادة من قبل سيول «عبر التجميد التام» للعلاقات بين الكوريتين والغاء ميثاق عدم الاعتداء ووقف اي تعاون بين البلدين، والذي يقتصر حالياً على مجمع صناعي مشترك في كوريا الشمالية. واعلنت قيادة الاممالمتحدة في كوريا الجنوبية التي تتولاها الولاياتالمتحدة الجمعة انها ستباشر تحقيقاً لمراجعة استنتاجات التحقيق الدولي «وتحديد حجم الانتهاك للهدنة في حادث الغرق»، مع العلم ان الشمال يريد ارسال فريق تحقيق خاص به لتقويم الادلة، ويرى ضرورة اجراء مفاوضات عسكرية مع قيادة الاممالمتحدة بعد انتهاء التحقيق. الى ذلك أفادت وكالة انباء «يونهاب» الكورية الجنوبية بأن سيول وواشنطن تدرسان رفع درجة التأهب في مواجهة كوريا الشمالية مع تزايد التوترات، فيما اعلن رئيس هيئة اركان الجيوش الاميركية الاميرال مايك مولن ان الجنود الاميركيين ال 28 الفاً المتمركزين في كوريا الجنوبية لم تغير مستوى تأهبها على ضوء التقرير الخاص بغرق البارجة». واوضح وزير الدفاع روبرت غيتس «ان البنتاغون يجري مشاورات مكثفة مع الكوريين الجنوبيين لتحديد الطريق التي يجب سلوكها»، مشيراً الى انه «يعود الى الكوريين الجنوبيين اولاً ان يقرروا سبل الرد على الحادث».