عقدت اللجنة الوزارية العربية الرباعية المعنية بالتحرك لدعم القضية الفلسطينية، اجتماعاً مساء أمس حضره وزير الخارجية الفرنسي الجديد جان مارك إروليت، الذي طرح أفكاراً في شأن التحرك الفرنسي ومواصلة الاتصالات لعقد مؤتمر دولي للسلام، علماً أن اللجنة تضم مصر والأردن والمغرب والسلطة الفلسطينية والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي. وكان العربي بحث مع المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي مالدينوف، في تطورات القضية الفلسطينية والأوضاع في قطاع غزة. وصرح مالدينوف بأن اللقاء تناول تحديد المخاطر والتحديات التي تهدد حل الدولتين من خلال مبادرة الأممالمتحدة لعمل تقرير عن الوضع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مشيراً إلى ضرورة دعم المجتمع الدولي الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وتشجيعهما على العودة إلى المفاوضات لحل الصراع. وقال إن الأشهر المقبلة بعد إصدار التقرير ستساهم في عمل مناقشة في المجتمع الدولي في شأن كيفية التعامل مع هذا الصراع. وتابع أن اللقاء تناول الوضع في قطاع غزة، والحاجة الماسة لتحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، لما لها من أهمية قصوى، لأن الوحدة الفلسطينية من أهم العوامل التي يجب وضعها في الاعتبار لمواجهة التحديات الموجودة على الأرض، مؤكداً أن هذه الوحدة يجب أن تستند إلى برنامج منظمة التحرير الفلسطينية ومبادئها. وفي خصوص القضية الفلسطينية، اتهم العربي إسرائيل بالتعنت، ووصفها بأنها آخر معاقل العنصرية والاستعمار في العالم. وأبدى أسفه إزاء فشل الجهود الدولية في إطلاق تحرك دولي حقيقي لإنفاذ حل الدولتين، منوهاً بالتحرك الفرنسي الأخير لإعادة إحياء فكرة عقد مؤتمر دولي في شأن فلسطين. في هذا الصدد، صرح وزير الخارجية الفرنسي الجديد في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري سامح فهمي سبق اجتماع لجنة المتابعة العربية، بأن فرنسا لن تعترف بالدولة الفلسطينية تلقائياً في حال فشل مبادرتها السلمية. وقال عندما سئل إن كان يتبنى موقف سلفه لوران فابيوس: «ليس هناك شيء تلقائي، فرنسا تتخذ هذه المبادرة وستعرضها على شركائها، ليس هناك أي شيء محدد بشكل مسبق». وأضاف أن «فرنسا تريد إعادة إطلاق مبادرتها للسلام في الشرق الأوسط مستهدفة عقد مؤتمر دولي بحلول الصيف»، موضحاً: «لم نحدد موعداً، لكن الهدف أن يلتئم هذا المؤتمر من الآن حتى حلول الصيف إذا توافرت الشروط لذلك». وتابع أن «هدفنا بسيط، هو أن نحشد المجتمع الدولي حول الحل الوحيد الممكن وهو حل الدولتين»، مشدداً على أن الاستقرار «الظاهري للوضع القائم يخفي تدهوراً سريعاً جداً للوضع على الأرض». وأعلن الوزير المصري تأييد بلاده المبادرة الفرنسية، وقال: «أثمن كثيراً هذه المبادرة، ونرى فيها ما يحقق الطموحات المشروعة والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والعمل على إنهاء الصراع». وكان فابيوس قال أواخر كانون الثاني (يناير) الماضي إنه في حال فشل مبادرة السلام الفرنسية فإن باريس ستعترف بالدولة الفلسطينية، ما أثار رد فعل غاضباً من إسرائيل.