لم يؤثّر حجب السلطات التركية لموقع «تويتر» على استخدامه في البلاد، بل ارتفع عدد «التغريدات» التركية بنسبة 138 في المئة منذ قرار الحجب، ونجح المستخدمون في «الالتفاف» على الرقابة، بطرق إلكترونية عدةّ. وقام بعض المستخدمين بخرق الحظر على الموقع باستخدام «شبكة افتراضية خاصة»، تمكنهم من الاتصال بحواسيب خارج تركيا، وبالتالي الدخول إلى موقعي «تويتر» و«يوتيوب» المحظورَين، من دون علم مزوّدي خدمة الإنترنت في تركيا، بحسب ما ذكرت صحيفة «لو موند» في تقرير نشرته اليوم (الجمعة). ولجأ آخرون إلى تغيير إعدادات «نظام أسماء النطاقات» (DNS)، وهو نظام يحفظ المعلومات المتعلّقة بأسماء النطاقات في قاعدة بيانات موزّعة على الشبكة، ما يسمح للمستخدم التركي بالدخول إلى موقعيّ «تويتر» أو «يوتيوب»، متجاوزاً سلطة مزوّدي الخدمة وإعداداتهم التي تمكّنهم من فرض الرقابة على عمل المستخدمين. وأظهرت صور نشرها مستخدمون على موقع «تويتر»، جداراً كتب عليه عنوان بروتوكول الإنترنت (IP) لموقع «غوغل» على «نظام أسماء النطاقات» الذي يسمح بتجاوز الحجب، ليصبح في متناول الجميع. كما يستخدم بعضهم نظام برمجية «تور» (The Onion Router)، الذي يسمح بالاتصال بالشبكة من دون الكشف عن الهوية. وأظهرت بيانات مدى ارتفاع نسبة استخدام هذه البرمجية منذ سريان قرار الحجب، على رغم أن خوادم الإنترنت التركي حجبت المواقع التي تسمح بتحميلها، لكن مواقع أخرى استطاعت نسخ محتويات المواقع الأصلية. وأمّن موقع «تويتر» للمغرّدين الأتراك إجراءاً بديلاً يمكّنهم من استخدام خدمة الرسائل القصيرة للتغريد، متجنّبين شبكة الإنترنت، وفق ما أعلن الموقع في «تغريدة» على حسابه الخاص، فيما لجأ البعض إلى تطبيقات على هواتفهم الذكية للغرض نفسه. وحجبت تركيا «تويتر» منتصف ليل الجمعة الماضي، بعد ساعات على إعلان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عزمه إغلاق الموقع، نتيجة نشر تسجيلات صوتية ووثائق عليه، تظهر أدلة على فساد أشخاص من الدائرة المقربة من أردوغان. وتلقى بعض المستخدمين الذين يحاولون الدخول إلى الموقع بياناً صادراً من «هيئة تنظيم الاتصالات التركية»، يستشهد بأربعة أحكام قضائية كسند لوقف الموقع، لكن النيابة العامة في اسطنبول نفت إصدارها أي طلب أو قرار لإغلاقه، خلافاً لما أعلنته السلطات التركية في تبريرها لحجب الموقع. وأصدرت محكمة تركية اليوم الأربعاء قراراً بوقف تنفيذ قرار حجب موقع "تويتر" في البلاد. وذكرت وسائل إعلام تركية أن محكمة إدارية في أنقرة أوقفت تنفيذ القرار الصادر عن وزارة الاتصالات التركية بحجب الموقع. وبعد ستة أيام على حظر «تويتر»، عطّلت الحكومة التركية الدخول إلى موقع «يوتيوب»، بعدما نُشر عليه تسجيل منسوب لمسؤولين كبار يبحثون خلاله عمليات عسكرية محتملة في سورية.