خلصت الهيئة العالمية للتعريف بالإسلام إلى أهمية الأفكار المبتكرة وأشادت بدورها الفاعل في خدمة توجهاتها، فضلاً عن مطالبتها بضرورة إيجاد نظام داخلي ولوائح تنظيمية وخطط عمل جلية تسهم في استقطاب المتطوعين، وكانت الهيئة العالمية للتعريف بالإسلام اختتمت فعاليات الملتقى التنسيقي الأول للجهات المهتمة بالتعريف بالإسلام في دول الخليج العربي والذي تنظمه الهيئة وبمشاركة ما يزيد على 100 مشارك من دول الخليج العربي. ويحظى برعاية كريمة من أمير منطقة المدينةالمنورة الأمير عبدالعزيز بن ماجد. وكانت الجلسة الثالثة التي أدارها الدكتور جمعان بن أحمد الزهراني بدأت صباح أمس (الخميس) بنقاشات عدة حول أفكار مبتكرة للتعريف بالإسلام تحدث فيها عضو مركز «اكتشف الإسلام» في البحرين إسحاق بن راشد الكوهجي حول سلسلة «اكتشف الإسلام الوثائقية» واستعرض ما قام به مركزه بالتعاون مع مؤسسة «اكتشف الإسلام» في الولاياتالمتحدة الأميركية لإنتاج سلسلة من الأفلام الوثائقية التي تهدف إلى تعريف المجتمع الغربي بسماحة تعاليم الدين الإسلامي، والتي تعد السلسلة الأكبر من نوعها في هذا المجال في محاولة لإزالة المفاهيم الخاطئة التي تثار حول الإسلام والمسلمين، مشيراً إلى أنه تم الانتهاء من إنتاج ستة أفلام من أصل تسعة تركز على التساؤلات التي يطرحها الغرب في وسائل الإعلام والمنتديات وغير ذلك من المحافل المختلفة، «إذ تم إنتاج هذه الأفلام بأسلوب مهني عالٍ من خلال التعاون مع كوكبة من العلماء و المفكرين المسلمين وغيرهم من الذين يعيشون في الغرب وممن يعرفون طريقة تفكير العقلية الغربية». ورحب الكوهجي بالهيئات الرسمية والأهلية في السعودية والدول الخليجية للاستفادة من هذا الإنجاز الدعوي الفريد من نوعه، مبيناً أن المرحلة التالية ستبدأ بتوزيع هذه الأفلام على الملايين من غير المسلمين في الولاياتالمتحدة الأميركية خصوصاً والعالم عموماً، من خلال القنوات التلفزيونية والمراكز العلمية والكنائس وغيرها، وذلك بعد وضع خطة محكمة من قبل القائمين على المشروع. تلاه، حديث عضو المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بالبطحاء نوح بن ناصر القرين حول مشروع «هدية عالم»، إذ أوضح أن هذا المشروع الذي يغطي جانباً مهماً من جوانب الدعوة إلى الله تعالى، سيكون له ذلك الأثر العظيم والصدى الإيجابي في المستقبل القريب، مشيراً إلى أنه يستهدف فئة مميزة لها مكانتها ونفوذها وتأثيرها في مجتمعاتها. وبين القرين أن الهدية تم تصميمها بما يتناسب مع مكانة هؤلاء العلماء وتحتوي على بعض القطع من الآثار أو تحمل شعاراً يعبر عن تراث بلادنا وزجاجة عطر وبعض الكتيبات باللغة الإنكليزية ونسخة لترجمة معاني القرآن الكريم باللغة الإنكليزية، إضافة إلى قرص مدمج يحوي مادة تعرّف بالإسلام، أو إحدى المحاضرات التي يتم اختيارها بعناية، وبطاقة معدنية صممت بشكل جيد تحمل عناوين لبعض المواقع الإسلامية الموثوقة والتي تكون باللغة الإنكليزية أو ذات لغات عدة، مبيناً أن المشروع يهدف إلى دعوة كل عالم لتغيير المفاهيم الخاطئة إن وجدت وعكس صورة إيجابية عن ديننا وبلادنا. تلت ذلك، الجلسة الرابعة (الأخيرة) التي أدارها الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز الصيفي، إذ تحدث خلالها عضو مركز قطر الثقافي الإسلامي «فنار» محمد بن علي الغامدي حول «مركز قطر للتعريف بالإسلام»، موضحاً أن المركز يعتبر مركزاً عالمياً حضارياً، يقوم على تقديم الإسلام منهجًا للحياة إلى الناس كافة، ويسعى لتحقيق جملة من الأهداف، منها إبلاغ رسالة الإسلام إلى غير المسلمين، ونشر الثقافة الإسلامية وقيم ومبادئ الإسلام، وتعريف المسلمين غير الناطقين بالعربية بأمور دينهم، والرعاية والاهتمام بشؤون المسلمين الجدد، وتوفير مكتبة تحتوي على الكتب والوسائل التعليمية باللغات المختلفة لتحقيق أهداف «فنار»، وتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وإقامة البرامج والأنشطة الثقافية والاجتماعية التي تسهم في نشر رسالة الإسلام، والقيام بالأبحاث والدراسات الميدانية التي تسهم في تحقيق أهداف المركز. بينما، أسهب مدير مجموعة زاد الدكتور محمد بن عبدالله باحاذق حول «بيان أهمية الأفكار وأثرها في الدعوة إلى الله»، مشيراً إلى انتفاع الدعوة الإسلامية بأفكار الصحابة، وأثرها البالغ في مسيرتها. وعدد باحاذق جملة من الأفكار الدعوية في دعوة غير المسلمين وتعريفهم بالإسلام من خلال الاستفادة من التقنيات المبتكرة (كإنشاء قناة على شبكة «الإنترنت» بتقنية IP TV، والإفادة من تقنية Web Radio، وتطبيقات الجوال، وإذاعة FM للتعريف بالإسلام في البلدان الإسلامية وغيرها، ومشروع بوابة تعريف بالإسلام Web Portal تحوي جميع الجهات العاملة للتعريف بالإسلام، والقوائم البريدية بلغات عدة). وتطرق مدير مجموعة «زاد» إلى عدد من الخدمات المبتكرة، مثل الهاتف الاستشاري بلغات عدة، وخدمات رسائل الجوال النصية SMS بلغات عدة، والقناة الإذاعية المسموعة في خطوط الطيران، وموقع موجّه للتعريف بالإسلام تُبنى المعلومات فيه بطرق موجهة لكل شريحة مستهدفة، وخدمة صدى Ring Back Tones بلغة غير عربية لفئة مستهدفة بالإسلام، وخدمة سمعني متعددة اللغات IVR، كما شدد على أهمية تنفيذ الحملات الإعلامية متعددة الوسائل والمنافذ، وتوفير قاعدة أفكار لدعوة غير المسلمين, وترجمة المواد المؤثرة في مواقع الفيديو الشهيرة، أو تسجيل مواد وإعدادها بلغاتٍ عدة، وترجمة البرامج العربية المتميزة في السيرة وغيرها إلى لغات أخرى. وشارك الحضور في دورة تدريبية تحت عنوان «العمل التطوعي» قدمها الأمين العام للهيئة الدكتور يحيى بن إبراهيم اليحيى، شدد فيها على الفوائد التي يجنيها المتطوع من عمله. وأوضح أن دور المتطوعين مهم للعمل الخيري، لا سيما أن العمل التطوعي يعد داعماً للقطاع الحكومي، كما أن مساهمة المتطوع هي جانب من جوانب التدريب والاستعداد لمواجهة المواقف الصعبة، كما أن العمل التطوعي يقوم على تهيئة المجتمع لمواجهة الطوارئ والكوارث والتعامل معها. وطالب الدكتور اليحيى المؤسسات الخيرية بإيجاد نظام داخلي ولوائح تنظيمية وخطط عمل واضحة، لتسهيل استقطاب المتطوعين، فضلاً عن تعريف المتطوع بالنظام الداخلي واللوائح، والمرونة في سلطة المركز الرئيس ما يعطي نوعاً من الاستقلالية للفروع إلى جانب التقارير المنتظمة والتوثيق لجميع أعمالها والبعد عن الانتماءات والمشاركة لكل ألوان الطيف الاجتماعي والسلاسة والتيسير للأعمال والمعاملات والبعد عن البيروقراطية، وسهولة اتخاذ القرار. وتناول أسباب ضعف فاعلية الجمعيات التطوعية، منها عدم تمثيلها لمختلف الشرائح، ضعف الوعي العام بأهمية وفوائد المشاركة، تهميش الشبان ورفضهم، ضعف التجانس الفكري والاجتماعي للأعضاء، عدم وضوح أهداف المؤسسة وخططها وبرامجها، التجارب الفاشلة والتي تمنع من الانخراط مجدداً في أي أعمال تطوعية، إلى جانب التفرد بالمسؤولية لمصالح شخصية ضيقة على حساب المصلحة العامة، وقلة الاختصاصيين القادرين على تنمية قدرات المتطوعين، والدور السلبي للإعلام وأخيراً ضعف الأنظمة المشجعة والداعمة للتطوع.