انتهى أول من أمس (الأحد) الفصل الأخير من حياة معلمة سعودية في العقد الرابع من العمر، بعد دقائق من انتهائها من إلقاء محاضرة دينية داخل مصلى مدرسة ثانوية بمدينة حائل، إذ وافتها المنية بعد توجهها مباشرة من المصلى للفصل لتشرح لطالباتها أحد الدروس، قبل أن تشعر بشكل مفاجئ بضيق في التنفس، ما استدعى طلب الإسعاف لها، ليقوم بنقلها إلى مستشفى الملك خالد العام، لكنها توفيت فور وصولها لقسم طوارئ المستشفى. ونعت إدارة التعليم في منطقة حائل المعلمة في بيان جاء فيه: «ببالغ الحزن والأسى تنعى الإدارة العامة للتعليم بمنطقة حائل رويضة البادح المعلمة بثانوية الرابعة للبنات بمدينة حائل التي وافتها المنية أول من أمس (الأحد) بعد حلقة الذكر التي ألقتها في المصلى، إذ فاضت روحها إلى بارئها واختتمت بها مسيرة حياتها، وصلى عليها ظهر أمس (الإثنين) في جامع ابن ليلى في حي المنتزه الشرقي، والأسرة التعليمية إذ تنعاها، فهي تتقدم ببالغ العزاء والمواساة إلى أسرة الفقيدة تغمدها الله بواسع رحمته». وأوضحت إحدى المعلمات في الثانوية الرابعة أن زميلتها رويضة نمر البادح الشمري (33 عاماً) معلمة الاقتصاد بالمدرسة والمسؤولة عن المصلى، كانت مثالاً للجهد في الدعوة إلى الله، إذ إنها في كل صباح تحضر في وقت مبكر داخل المصلى لتُجهز إذاعة الصباح، موضحة أنها كانت تهتم بصفة يومية بإقامة الحلقة، وتحث زميلاتها وطالباتها دائماً على فعل الخير في السر والعلن، مؤكدة أن آخر كلماتها كانت «لا إله إلا الله». وأضافت أن «الراحلة كانت متزوجة ولم ترزق بأطفال، وقبل وفاتها بساعات، أقامت حلقة بالمصلى بعنوان (أي عمل يُقرب إلى الجنة)، قبل أن تصاب بأزمة ربو حادة وهي بالمدرسة، ثم نقلت بالإسعاف إلى المستشفى، ولكنها فارقت الحياة قبل وصولها»، مشيرة إلى أن بعض زميلاتها المعلمات ذهبن إلى مغسلة الأموات لتوديعها، فوجدنها كانت «مبتسمة» عند تغسيلها.