بيروت - يو بي أي - قال رئيس الحكومة اليونانية جورج بابانديو اليوم الخميس ان بلاده تدعم حلا شاملا للمشكلة الفلسطينية، بما في ذلك مسألة القدسالشرقية واللاجئين الفلسطينيين من أجل تحقيق المطالب العادلة للشعب الفلسطيني. وقال باباندريو في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري بعد ظهر اليوم " نحن نعلم أن قيام دولة فلسطينية مستقلة وديمقراطية وقابلة للحياة يؤسس لخلق جو من الاستقرار والأمن للجميع بما فيهم إسرائيل." وتابع "نحن نوافق جدا على رأي الرئيس الحريري بضرورة حل هذه المشكلة وضرورة أن يعمل المجتمع الدولي بجدية وفي أقرب وقت ممكن من أجل التوصل إلى هذا الحل. وأنا أعتقد أنه في ظل هذه الأزمة الاقتصادية العالمية، يبدو من الضروري أن يظهر المجتمع الدولي أن بإمكانه التعاطي مع قضايا ذهبت أبعد من المنطقة وتحولت إلى قضايا عالمية وهي سياسة القطب الواحد والتطرف وصراع الحضارات، وهذه بالتأكيد ليست لب المشكلة". وقال باباندريو "لدينا موقف مشترك مع الحكومة اللبنانية فيما يتعلق بعملية السلام، كلانا يريد سلاما عادلا، وكان لنا دور فاعل في المنطقة خلال الحكومات الماضية والآن، وقد التقينا كلا من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. نحن نعلم ما يجب أن يكون عليه أساس الحل والمهم الآن هو إرادة المجتمع الدولي". واضاف "نحن نعمل مع الاتحاد الأوروبي ومن خلاله ومع الرباعية الدولية من أجل التأكد من وجود حضور فاعل وإرادة صلبة للمضي قدما خاصة في ظل الأزمة المالية العالمية المستفحلة. وهذا سيشكل خطوة تفاؤلية للإنسانية ولشعوب المنطقة، والتي يشكل الشعب اليوناني جزءا منها، بأن نتمكن كحكومات مجتمعة من حل هذا النوع من المشاكل التي تعود إلى عدة عقود سابقة. إننا نريد رؤية هذا السلام بقدر ما تريدونه أنتم." ووصف رئيس الوزراء اليوناني محادثاته مع الحريري ب" البناءة للغاية" والتي تناولت القضايا الثنائية والإقليمية وحول التعاون الاقتصادي والتجاري بين اليونان ولبنان وبين دول البحر المتوسط. وردا على سؤال حول الاضرابات في بلاده اثر الازمة المالية التي تعرضت لها والاجراءات التي اتخذتها حكومته اجاب "ان رسالتي واضحة جدا، فاليونان بلد منفتح وديموقراطي، ويمكن للشعب ان يعبر بوضوح وحرية عن وجهة نظره بشان الازمة الاقتصادية، وهذا امر مؤلم لنا جميعا، ونحن نتفهم ذلك، ونعلم أنه علينا المضي قدما والقيام بهذه التغييرات من أجل جعل اقتصادنا قابل للحياة وأكثر كفاءة واستمرارية، وقد قمنا بذلك ومصممون على المضي قدما." واعرب عن اعتقاده بأن منطقة اليورو" ستتغلب على الأزمة وهذا مؤشر استقرار جديد." ونفى ان تكون اليونان طلبت اي مساعدة من البلاد العربية وقال " نحن لم نطلب أي مساعدة من الدول العربية، لكننا اليوم وجدنا من خلال منتدى الاقتصاد العربي( الذي شارك فيه اليوم ) ومن خلال لقائنا معكم وسائل للتعاون المشترك، سواء على صعيد الطاقة الخضراء والسياحة والتغذية والزراعة والتجارة والخدمات والمصارف والتكنولوجيا، وهي مجالات يمكننا أن نقدم فيها الكثير سوية، وهناك اهتمام كبير بالاستثمار من عدد من الدول العربية في اليونان." وردا على سؤال حول القرار الألماني بفرض مزيد من القيود على الأسواق اجاب " بالنسبة للقرار الألماني فإن هذا يظهر تصميم دول الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو على أننا سندافع عن سياساتنا النقدية وعن اليورو وعن اقتصادنا. نحن نريد للأسواق أن تعمل وأن تكون مفيدة في تطوير اقتصادياتنا، ولكننا نريد التأكد من التعامل مع تقلبات الأسواق." وقال "هناك مضاربات، وقد شعرنا بذلك في اليونان وفي منطقة اليورو، ونحن سنكون واضحين للغاية في هذا المجال بأننا لن نسمح بالمضاربة من أجل الحفاظ على مدخرات مواطنينا. ونأمل أن تنظر الضفة الأخرى للأطلسي إلى هذه الخطوة بإيجابية، وكذلك بالنسبة للدول الصناعية لكي نتمكن من المضي قدما في اتخاذ الخطوات الضرورية والقيام بالإصلاحات اللازمة من أجل مصلحة الجميع." وقال الحريري انه ناقش مع نظيره اليوناني "كيفية تعزيز علاقاتنا الثنائية بما فيها العلاقات الاقتصادية والتجارية.. كما أننا متحمسون للمشاركة في شكل فاعل في الاتحاد من أجل المتوسط، ونتطلع قدماً إلى دعم اليونان لمبادرات لبنان في هذا الشأن." واشار الى ان الصراع العربي – الإسرائيلي والوضع في فلسطين كانا "على رأس الأولويات في جدولي أعمالنا. وأرحب أيضاً بإيمان رئيس الوزراء باباندريو الحقيقي بسلام عادل وحل لهذا النزاع الذي دام 63 عاماً. واتفقنا أيضاً على أن ما من وقت أفضل من اليوم ليتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته ويبدي التزاما حقيقيا بالسلام في المنطقة، لأن السلام وحده يمكنه أن يلغي الذرائع التي يستخدمها المتطرفون لتعبئة الحشود ضد المعتدلين، ولأن عدم تحقيق السلام سيغذي المزيد من التعصب والعنف. " وقال الحريري "إن لبنان واليونان يعيشان في المنطقة المضطربة نفسها. وأمننا واستقرارنا هما من أمن اليونان واستقرارها. وقد اتفقنا على العمل معاً من أجل جعل هذه المنطقة آمنة لشعبينا". واضاف أن السياحة هي أبرز المجالات التي يمكن العمل على صعيدها بين لبنان واليونان.