في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي 2015، قررت السعودية منع دخول الإطارات (للسيارات الخفيفة) غير المطابقة للمواصفات التي تسمح بخفض استهلاك الوقود. كانت هذه الخطوة الجديدة، ضمن برنامج أعدته الدولة بغية خفض استهلاك الطاقة محلياً، شمل توقيع اتفاقات مع 99 في المئة من الشركات المصنعة للسيارات لتحسين كفاءة الطاقة في محركات المركبات المصدرة إلى المملكة، والعمل على إلزام الراغبين في البناء تركيب عوازل حرارية خلال تشييد المباني، إضافة إلى منع وصول المكيفات الرديئة في توفير الطاقة وغيرها من الأجهزة المشابهة. ويستهلك أسطول المركبات في المملكة الذي يصل إلى 12 مليون مركبة، يومياً من البنزين والديزل نحو 811 ألف برميل. ويشكل النقل في السعودية ما نسبته 23 في المئة من استهلاك الوقود بحسب آخر الإحصاءات الرسمية، فيما يأتي قطاع الصناعة في المرتبة الأولى ب37 في المئة، يليه قطاع المرافق ب35 في المئة. وبحسب المركز السعودي لكفاءة الطاقة الذي يقود الحملة التوعوية لاستخدام الإطارات المخفضة لاستهلاك وقود السيارات، التابع للبرنامج السعودي لكفاءة الطاقة، فإن 6 في المئة هي نسبة الخفض في استهلاك الوقود الناجمة عن السير بإطارات مطابقة لمواصفات كفاءة الطاقة. ودعت الحملة التي انطلقت في ال21 من شباط (فبراير) الماضي بعنوان «دربك خضر»، الراغبين في تركيب إطارات جديدة لسياراتهم إلى قراءة بطاقة كفاءة الطاقة لإطارات السيارات الموجودة على كل إطار، والتنبه إلى الحرص على استخدام الإطار الأنسب والموفر للوقود، إذ تحتوي البطاقة على قسمين: كفاءة الطاقة والتماسك على الأسطح الرطبة، إذ تشير كفاءة الطاقة إلى أنه كلما تحسن مستوى كفاءة الطاقة كلما قلت مقاومة الإطار للدوران على الطريق، وبالتالي قل استهلاك الوقود وتحسن أداء المركبة. بل إن سيارات السباق دائماً ما تستخدم أقل الإطارات مقاومة للدوران (أي مستوى ممتاز). والوفر المتحقق بين مستوى وآخر يليه هو حوالى 1.5 في المئة. أما في الجهة الأخرى من البطاقة، يشير التماسك على الأسطح الرطبة إلى أن التحسن في التماسك على الأسطح الرطبة يؤدي إلى تقليل المسافة اللازمة لتوقف المركبة عند استخدام الفرامل. وكلما ارتفع مستوى التماسك على الأسطح الرطبة لدرجة واحدة انخفضت المسافة اللازمة للتوقف حوالى 3 أمتار. كما نبهت الحملة إلى أنه يمكن للمستهلك التأكد من صحة البطاقة عن طريق مسح رمز الاستجابة السريع (الباركود) الموجود أسفل البطاقة، الذي سيبين إن كانت المعلومات غير صحيحة أو لا تطابق الإطار الملصقة عليه، عن طريق الهواتف الذكية المحمولة. وبخصوص شراء السيارات الجديدة وما إذا كانت السيارة مجهزة بإطارات مطابقة لشروط كفاءة الطاقة، أوضحت الحملة أنه بالنسبة للسيارات الخفيفة وابتداء من تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2016 ستكون الإطارات المركبة على السيارات الجديدة مطابقة لشروط كفاءة الطاقة للإطارات. أما بالنسبة للشاحنات الثقيلة فسيكون التطبيق ابتداء من نوفمبر عام 2017. يذكر أنه تم استثناء عدد من الإطارات من بطاقة كفاءة الطاقة للإطارات، وهي الإطارات المخصصة للسير على الطرق الوعرة. وإطارات الجليد، وإطارات الدرجات النارية، وإطارات الدراجات، والإطارات المجددة، وإطارات المركبات القديمة، والإطارات التي لها رموز سرعة منخفضة «B» أو «C» أو «D» أو «E» أو «F» طبقاً للمواصفة القياسية الصادرة من الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، إضافة إلى الإطارات الاحتياطية والمستخدمة بشكل موقت. وتلفت الحملة المستهلكين قادة المركبات إلى أمور عدة تسهم في تحقيق الوفر في استهلاك الوقود، منها الحرص على إبقاء ضغط هواء الإطارات كما هو موصى به من الشركة الصانعة لما له دور في زيادة عمر الإطار وتحسين مستوى السلامة، كما أنه يقلل من استهلاك الوقود، وكذلك أهمية وزن الإطارات بشكل دوري في تقليل استهلاك الوقود.