عدّ الناقد الدكتور منصور الحازمي رواية «رقص» للناقد الدكتور معجب الزهراني سيرة ذاتية، مدللاً بشواهد عدة مثل الأماكن فيها تنتمي إلى منطقة الجنوب السعودي وفي فرنسا، فيما نفى الزهراني أن تكون روايته الصادرة أخيراً عن دار طوى تمثّل سيرة أو حياة شخص بعينه. وقال: «لم أفكر في أحد وقت كتابة الرواية على رغم أن ثلاثة أشخاص اتصلوا بي يعتقد كل منهم أن الرواية كتبت عنه»، مضيفاً: «كل ما ورد في «رقص» متخيل ولا يتوافق مع الواقع بل إن نسبة الوقائع الحقيقية لا تتجاوز أكثر من 10 في المئة من الرواية، لكنه عاد ليعترف بأن كل ما يكتبه الإنسان قد يكون جزءاً من سيرته». جاء ذلك في أمسية أدبية أقامها نادي الرياض الأدبي أخيراً، وأدارها الدكتور فواز اللعبون وتضمنت قراءة وحواراً في رواية «رقص» للزهراني، أعقبه حفلة توقيع لها قال فيها: «إن السحر انقلب على الساحر»، في إشارة إلى أنه كان منشغلاً في الأساس بكتابات أخرى، غير أنه لم يكن يسمح لها أن تشغله عن «رقص» واصفاً إياها بالمغامرة الفاتنة. وفي الوقت الذي تساءل مداخلون عن احتراز الزهراني أو تنصله من مسألة واقعية الرواية، برغم تعرّض دراساته النقدية لذلك إضافة لتشابه تجربة «رقص» مع «الحزام» لأحمد أبو دهمان، أجاب بأن شروط الكتابة مليئة بالشوك في العالم العربي، كما كشف أنه حذف ثلثي الرواية الحقيقية خوفاً من بعض التطبيقات الجاهلة. أما في ما يتعلق بالتشابه مع أبو دهمان فأجاب: «إننا أصدقاء منذ ما يقرب منذ ثلاثين سنة، وبيننا نوع من الانسجام إضافة إلى اللحظات التي عشناها معاً كانت جزءاً من الحياة اليومية سواء في الجنوب أم في فرنسا». وعن عنوان «رقص» قال الزهراني انه لم يتحدد سوى في مراحل كتابة الرواية الأخيرة، والتي استغرقت عاماً. لكنه قال: «شعرت أن الرقص هو الذي يشعل عملية السرد فكتبتها بنشوة»، مشيراً إلى أن الكتابة بلا نشوة هي كتابة بلا إخلاص، وأضاف: «نحن في حاجة لنتأنسن من خلال الفن، ففي الوقت الذي تقودنا فيه العلوم إلى عقلنة الإنسان، فإن الفنون هي وحدها من يؤنسنه».