أشاد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بالاستقرار في لبنان وبالحركة التنموية فيه وبإعمار ما دمرته الحروب الإسرائيلية، داعياً الى دفع التعاون بين الكويت ولبنان الى مجالات أرحب «لتظل نموذجاً يحتذى». ووقّع الجانبان الكويتي واللبناني عصر أمس، في اليوم الثاني لزيارة الشيخ صباح للبنان، وقبل مغادرته بيروت، اتفاقاً جديداً، بُعيد محادثاته مع رئيس الحكومة سعد الحريري يقضي بتشكيل لجنة عليا مشتركة بين البلدين، لمتابعة الأمور الاقتصادية والسياسية، بعد توقيع اتفاقات تعاون اقتصادي وتجاري وإعلامي أول من أمس في حضور أمير الكويت ورئيس الجمهورية ميشال سليمان. وفيما يصل الى بيروت اليوم رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين اللبنانيين، بعد أن وصل أمس الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، ينتظر أن يتوجه الحريري غداً الجمعة الى الأردن للقاء الملك عبدالله الثاني في إطار جولته العربية والإقليمية التي تشمل القاهرة وأنقرة السبت، قبل لقائه الرئيس الأميركي باراك أوباما الاثنين المقبل في واشنطن، بعد أن كان زار الرياض ودمشق. وكانت المحادثات بين الجانبين الكويتي واللبناني استكملت أمس، فالتقى الحريري الشيخ صباح في مقر إقامته في فندق الحبتور. وأعلن الحريري الذي ذكّر بأن الشيخ صباح كان على اطلاع على كل صغيرة وكبيرة في البلد، أن «المصالحات العربية بدأت في الكويت وسموّه واضح بأن وحدة العرب تؤسس لموقف أقوى في وجه كل التهديدات التي تواجهها المنطقة». وقال إنه بحث مع الشيخ صباح في تفاصيل زيارتيه للمملكة العربية السعودية وسورية. والتقى الشيخ صباح ثانية رئيس البرلمان نبيه بري الذي أقام مأدبة غداء على شرفه ألقى خلالها كلمة رحب فيها ب «أمير الديبلوماسية وأستاذها طوال عهود»، وذكّر بمساعدات الكويت للبنان معدداً إياها، لا سيما الالتزام بتنفيذ مشروع الإفادة من مياه نهر الليطاني «حيث يتراجع الرسمي اللبناني ويتلكأ». وأشار بري الى أن «لبنان يقع اليوم في دائرة القلق من احتمال حرب إسرائيلية عدوانية جديدة تهرب إسرائيل من خلالها الى الأمام من الاستحقاقات المتعلقة بترسانتها النووية وقيام الدولة الفلسطينية». ونبّه بري الى أن إسرائيل «تحاول إقناع العالم بأن التوازن في الشرق الأوسط قد اهتز بعد اتهام المقاومة في لبنان باقتناء صواريخ مركزة بعيدة المدى... وهي تواصل التسلح بأحدث المنظومات القتالية وفي الوقت نفسه الشكوى من لبنان». وأضاف: «أننا نحمل واجباً على الأمة وأقطارها وهو واجب الدفاع والمقاومة عن حدود وثغور لبنان الجنوبية التي هي خط تماس مع القضية الفلسطينية، لأنها حدود وثغور الأمتين العربية والإسلامية». أما الشيخ الصباح فألقى كلمة أكد فيها دعم الكويت للبنان ومساهمتها الفعالة في تمويل العديد من المشاريع. وشدد الشيخ صباح على «روح التفاهم التي سادت المحادثات مع الجانب اللبناني». وإذ أقام الحريري مأدبة عشاء على شرف الشيخ صباح والوفد الكويتي قبيل مغادرته لبنان، شهدت بيروت أمس افتتاح الدورة 26 للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا) على المستوى الوزاري تحت عنوان تمكين الشباب في دول اللجنة. وألقى بري كلمة في الافتتاح فانتقد عدم تنفيذ الوعد بإعطاء الشباب في سن ال 18 حق الاقتراع في لبنان. وقال: «لولا رهاننا المتجدد على الشرعية الدولية ممثلة بالأمم المتحدة والتزامنا المؤكد قرار 1701، لكان من السهل على شباب مقاومتنا تحرير ما تبقى من أرضنا المحتلة».