وردنا من رئيس مَجلس المؤلفين والملحّنين هنري زغيب، رداً على مقال نشر في جريدة «الحياة»، الأحد 16 أيار (مايو) الجاري، بعنوان «مَن يسعى الى عَزْل فيروز والتفرقة بين الأخوين عاصي ومنصور الرحباني؟»، وجاء فيه: ليس أولاد منصور الرحباني هم «مَن أسسوا مع هنري زغيب مجلس المؤلفين والملحنين»، بل نخبة مؤلفين وملحنين لم يشاؤوا الانفصال عن المؤسسة التي تَجبي لهم حقوقهم وتوزعها عليهم وهي شركة «ساسيم». وتألفّت لهذا المجلس هيئة إدارية تتشرّف بأنّ بين أعضائها غدي منصور الرحباني. مجلس المؤلفين والملحنين تأسّس لا ليجبي حقوق المؤلفين والملحنين، فهذه ليست من صلاحياته، بل ليدعم نشاط شركة ساسيم، عند الضرورة، في جباية الحقوق، وتالياً لا علاقة للمجلس بأيّ نزاعات تحصل قانوناً بين أهل البيت الواحد. «الانتقادات» التي ورد في المقال أن المجلس يتعرَّض لها، هي في شقين: الأول في عهدة القضاء الذي يبتّ في ما تدّعيه تلك «الانتقادات»، والآخَر من النافل الذي لا يستحقّ الردّ عليه. ليس صحيحاً أن أولاد منصور الرحباني يُقحمون المجلس و»يستغلون الوضع للسيطرة على فيروز وتحجيمها»، فهذا موضوع قانوني لا شأن للمجلس فيه. وما لم يشأْه عاصي ومنصور على حياتهما، لا يمكن أن يشاءه أحد بعد غيابهما. فلا أحد فنياً يلغي أحداً ولا أحد فنياً يعزل أحداً، والباقي من شأن القضاء المختص يفصل فيه. أن يكون هنري زغيب مقرّباً من أولاد منصور، فهذا صحيح. لكنه جزء من الحقيقة، والجزء الآخر أن هنري زغيب صديق عاصي ومنصور معاً، وكتابه «طريق النحل» سيرة الأخوين معاً ولم يدّع منصور في سطر واحد أنه قام بعمل لوحده أو أن عاصي قام بعمل لوحده، فالكتاب سيرة موضوعية لمسيرة الثلاثي عاصي ومنصور وفيروز، وسيبقى شهادةً تاريخية على هذه المسيرة الاستثنائية. ولم يسبق أن كتب هنري زغيب، قبل غياب عاصي، مقالاً أو نصاً يفصل فيه بين عاصي ومنصور أو بين الأخوين وفيروز، ونصوصه شاهدة جميعُها على ذلك.