قدّم المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله الربيعة نبذة عن المساعدات التي تقدمها المملكة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز يرحمه الله إلى المتضررين في العالم. واستعرض في الندوة التي نظمها المركز في جنيف أول من أمس (الخميس) - بحسب وكالة الأنباء السعودية - بحضور عدد كبير من ممثلي المنظمات الإنسانية والإغاثية في العالم، السيرة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لافتاً إلى أنه «ترأس عدداً من اللجان الإغاثية بدءاً من 1956 حتى توليه مقاليد الحكم في المملكة»، مؤكداً أن «خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز هو الداعم الأكبر للمركز والمحفز له في أعماله كافة». وأوضح أن «المملكة منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - قدمت المساعدات للمتضررين في العالم»، مستعرضاً تلك الجهود والأعمال، «إذ كان أول أعمالها الإغاثية مساعدة المحتاجين في فيضانات البنجاب 1950، حتى تبوأت المملكة في العام 2014 المرتبة السابعة كأكبر دولة بمجموع التبرعات عالمياً»، مضيفاً أن «المساعدات السعودية للدول الأجنبية بلغت 66 بليون دولار قدمت ل83 دولة بغض النظر عن الدين أو العرق أو اللون». وتطرق في كلمته إلى «إنشاء المملكة الصندوق السعودي للتنمية في 1974، لتحفيز النمو الاقتصادي في الدول النامية، إذ وصلت خدماته إلى أكثر من 55 دولة في الأعوام الأربعة الأولى». وبين المشرف العام على المركز أنه «في 1999 قدمت المملكة مساعدات إلى كوسوفو، وفي 2004 قدمت المملكة مساعدات إلى ضحايا تسونامي، وفي 2007 تم تقديم مساعدات إلى بنغلاديش، وساعدت المملكة في 2008 ضحايا الزلزال في الصين، إضافة إلى تقديم 500 مليون دولار للعراق، والتبرع لبرنامج الأغذية العالمي ب500 مليون دولار». كما استعرض الأعمال الإغاثية والإنسانية التي قدمها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في اليمن وجيبوتي وطاجيكستان وموريتانيا، مبيناً أن «ملايين اليمنيين استفادوا من البرامج التي قدمها المركز داخل اليمن وخارجه، ومنها بناء 300 وحدة سكنية للاجئين اليمنيين في جيبوتي، وإنشاء عيادتين حديثتين في مخيم أبخ، إضافة إلى أن اليمنيين استفادوا من الخدمات المقدمة في مستشفيات ومدارس المملكة، كما سمحت السعودية لهم بالعمل داخل أراضيها». إلى ذلك، أكد مستشار وزير الداخلية رئيس اللجان والحملات الإغاثية السعودية الدكتور ساعد الحارثي أن «الحقائق والإحصاءات تكشف أنه لم تحصل كارثة طبيعية أو بفعل الحروب إلاّ وكانت المملكة حاضرة تقف مع المتضررين بقيادتها وشعبها، استجابة للحالة الإنسانية التي تواجهها». واعتبر في كلمة له في ندوة بعنوان «جهود المملكة العربية السعودية لرفع المعاناة عن الشعب السوري» في مقر الأممالمتحدة في جنيف أمس (الجمعة) أن «اللجان والحملات الإغاثية السعودية التي يشرف عليها ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، خير مثال على تلك الاستجابة السريعة». وقال: «قدمت تلك اللجان منذ تأسيسها وحتى تاريخه في كل من سورية وفلسطين ولبنان والعراق وباكستان وأفغانستان ودول شرق آسيا والصومال أكثر من 3 بلايين و833 مليوناً و243 ألفاً و162 ريالاً، شملت برامج إغاثية وإيوائية وغذائية وطبية وتعليمية واجتماعية وتنموية، إضافة إلى ما تقدّمه المملكة من مساعدات مباشرة للحكومات والهيئات الرسمية في الدول المتضررة». ولفت - بحسب وكالة الأنباء السعودية - إلى أن «هذا العطاء تواصل مع بداية الأزمة الإنسانية التي يعاني منها الشعب السوري، فكانت المملكة من أوائل الدول التي سارعت في الوقوف مع الشعب السوري والتخفيف من معاناته بالوسائل الإنسانية والإغاثية كافة على المستوى الرسمي والشعبي، وقدّمت المملكة تسهيلات كبيرة للسوريين منها تسهيل إجراءات الإقامة والتنقلات، والسماح للذين يعيشون على أرض المملكة باستقدام عوائلهم وأقاربهم من سورية للعيش معهم من دون قيد أو شرط، وقبول 343 ألفاً و150 طالباً وطالبة من السوريين في مدارس التعليم العام والتعليم الجامعي مجاناً، والسماح للذين لم يكملوا دراستهم في إكمال الدراسة، وتقديم خدمات العلاج المجاني في المستشفيات الحكومية كافة، ومنحهم تصاريح لمزاولة العمل في مناطق المملكة كافة». وأضاف أن «المملكة أدركت منذ وقت مبكّر أهمية وضرورة العمل الإغاثي والإنساني وأخلاقياته انطلاقاً من منهجها القائم على كتاب الله وسنة رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلّم، وما حث عليه دين الإسلام والسلام والتسامي والتسامح، دين الألفة والتكاتف، دين نصرة الضعيف والمحتاج»، مشيراً إلى أن «المملكة بذلت وتبذل جهوداً مميزة على أساس من الإدراك والتقدير لقيمة الإنسان أياً كان لونه ودينه وعرقه وجنسيته، وهي الجهود التي حققت الكثير من الأهداف في التخفيف من معاناة وآلام المنكوبين والمتضررين في مختلف بقاع العالم، وما زالت تواصل مسيرة العطاء الإنساني بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية المشرف العام على اللجان والحملات الإغاثية السعودية الأمير محمد بن نايف، والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان».