بدأت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني أمس، زيارة إلى المغرب هي الأولى لمسؤول أوروبي منذ تعليق الرباط حوارها مع مؤسسات الاتحاد في 25 شباط (فبراير) الماضي. وأفادت المصادر أن محادثات موغيريني مع وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار عرضت لآخر تطورات العلاقة «المتشجنة» بين الطرفين. وكانت الرباط علقت تواصلها مع الاتحاد الأوروبي احتجاجاً على صدور قرار من المحكمة الأوروبية يحظر استيراد المنتجات الزراعية الآتية من المحافظات الصحراوية، لكنها أبقت على «خيوط التواصل» مفتوحة لتسوية الأزمة. وذكرت مصادر مأذونة إن المغرب كان «واضحاً مع موغيريني في شأن حماية مصالحه». وأضافت أن المسؤولين الأوروبيين «يجب ألا يلعبوا مع الرباط بمنطق ازدواجية المعايير»، وأن «يحترموا الشراكة القائمة بين الطرفين». وكان بيان مغربي رسمي أشار إلى أن وقف الاتصالات مع الأوروبيين هدف إلى «إثارة انتباه الاتحاد الأوروبي ومنحنا ضمانات كي نُعامَل في المستقبل كشريك أساسي». وأشارت المصادر إلى أن المفاوضات المغربية - الأوروبية تشكّل «فرصة لتشريح علاقاتنا الثنائية وتعميق البحث في الاتفاقات المبرمة بين الطرفين». ورأى الاتحاد الأوروبي إن المحادثات «مناسبة لاستعراض العلاقات مع المغرب ووضع شراكتنا وبحث مصالحنا المشتركة بما فيها، ما أعقب قرار محكمة العدل الأوروبية في شأن الاتفاق الزراعي الذي كان الاتحاد الأوروبي استأنفه». وتلقى المغرب ضمانات من دول أوروبية بدعم موقفه من استئناف قرار المحكمة الأوروبية، لكنه فضّل المضي في قطع العلاقات على انتظار قرار الاستئناف. وذكرت المصادر ذاتها إن قرار الرباط اتُخِذ «لوقف أي محاولات لربط الاتفاقات المبرمة مع الاتحاد الأوروبي بنزاع الصحراء». من جهة أخرى، وصل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مساء أول من أمس، إلى العاصمة الموريتانية نواكشوط في زيارة رسمية تندرج ضمن جولته في غرب أفريقيا وشمالها. والتقى بان كي مون أمس، الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز ورئيس الوزراء يحيى ولد حدمين، إضافة إلى كبار المسؤولين الموريتانيين وقادة الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والسلك الديبلوماسي. وركزت المحادثات على العلاقات بين موريتانياوالأممالمتحدة «والدور المتزايد لنواكشوط في دعم وتعزيز جهود الأممالمتحدة لحفظ الأمن والاستقرار في العالم، خصوصاً في الفضاء الأفريقي وفي الساحل الصحراوي». ويقوم بان كي مون بجولة إقليمية بدأها الأربعاء الماضي، في بوركينا فاسو وتقوده بعد موريتانيا إلى الجزائر.