قال الرئيس بشار الاسد ان «فك الحصار عن الشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي هما الضمان لتحقيق الأمن والسلام الدائمين في الشرق الأوسط». كما اكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم رداً على سؤال ل «الحياة» امس ان «صنع السلام لا يحتاج الى آليات وأطر جديدة» بل الى ارادة اسرائيلية فعلية بذلك، مؤكدا عدم وجود «اي مبرر» لتعديل المبادرة العربية للسلام، متسائلا: «هل يعقل كلما جاءت حكومة اسرائيلية جديدة ان يتنادى العرب لوضع خطة جديدة وتنازلات جديدة تحت شعار خطة شاملة». جاء ذلك خلال محادثات مشتركة لوزيري الخارجية الفنلندي الكسندر ستوب والاستوني اورماس بايت مع الرئيس الاسد بحضور المعلم والمستشارة السياسية والاعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان. وافاد ناطق رئاسي ان اللقاء تناول «دور أوروبا في عملية السلام في الشرق الأوسط بغية الوصول إلى منطقة أكثر أمناً واستقراراً، والعلاقات الثنائية بين سورية وكل من البلدين ومع الاتحاد الأوروبي، وتم التأكيد على ضرورة تعزيز التواصل والحوار بين دول المنطقة وأوروبا على جميع المستويات والبناء على عمق الروابط التاريخية والثقافية التي تجمع شعوب المنطقتين». وبعدما عرض الاسد «الرؤية السورية للأوضاع في الشرق الأوسط، خصوصاً في الأراضي الفلسطينية المحتلة والعراق»، اكد أن «فك الحصار عن الشعب الفلسطيني وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي هما الضمان لتحقيق الأمن والسلام الدائمين في الشرق الأوسط». واشار الناطق الى ان الوزيرين ستوب وبايت اعربا عن «التقدير لجهود سورية في العمل لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وأكدا رغبة بلديهما في تعزيز العلاقات مع سورية على أعلى المستويات». وسألت «الحياة» المعلم في المؤتمر الصحافي مع ستوب وبايت عن الجهود الدولية لطرح «خطة سلام كاملة» في الفترة المقبلة، فأجاب: «اولاً، لدينا مرجعيات واضحة لعملية السلام معتمدة من المجتمع الدولي، وعلى أساسها عقد مؤتمر مدريد للسلام عام 1991. وعندما شاركت اسرائيل في المؤتمر، يعني انها وافقت على المرجعيات الاساسية. بعد ذلك، خضنا محادثات ثنائية برعاية اميركية على كل المسارت استنادا لهذه المرجعيات، ثم جاء مؤتمر القمة العربية في بيروت وأقر مبادرة السلام العربية». وزاد: «صنع السلام لا يحتاج الى مرجعيات جديدة ولا الى اطر او آليات جديدة. المبدأ واضح: تنفيذ قرارات مجلس الامن ومبدأ الارض في مقابل السلام. هل يعقل كلما جاءت حكومة اسرائيلية جديدة ان يتنادى العرب لوضع خطة جديدة وتنازلات جديدة تحت شعار خطة شاملة؟ اذا كانت هناك ارادة اسرئيلية فعلية لصنع السلام، فالطريق واضح. ومن هناك اقول: قبل ان نتحدث عن رؤية مشتركة، لان الرؤية موجودة في مبادرة السلام، يجب ان نلمس ونتوقف عند ماذا تريد اسرائيل، وهل لديها ارادة صنع السلام؟». وكان المعلم اشار الى «عدم وجود اي مبرر» لتعديل مباردة السلام العربية. من جهته، قال ستوب ان «الطريق الى السلام في الشرق الاوسط يمر عبر دمشق»، لافتا الى ان الازمة المالية العالمية تشغل بال السياسيين، غير ان «هناك نافذة فرصة لدفع عملية السلام» وان سورية هي «مفتاح السلام الشامل في المنطقة. وانا سعيد بالانفتاح الجاري في العلاقات بين سورية والاتحاد الاوروبي». وزاد: «اغادر سورية متفائلا جدا» بعد محادثاتي مع الاسد. واتفق بايت مع ستوب بالتعبير عن «السعادة من الانفتاح القائم مع سورية»، لافتا الى ان الحل الوحيد للمشكلة الكبيرة في المنطقة بإقامة دولتين فلسطينية واخرى اسرائيلية. وزاد: «اذا نظرنا الى التطورات الايجابية في لبنان والعراق والنشاط القائم في شأن السلام، يجب ان نكون متفائلين»، مشيرا الى ان «التحدث افضل من عدم التحدث والحوار يجب ان يكون المفتاح للمشاكل المتبقية في المنطقة».