لم تمهل ظاهرة الرقم المميز هواة الهواتف النقالة أخذ أنفاسهم ملياً، حتى باغتتهم حمى «الرقم الخاص»، التي بدأت في التوغل والتسلل من تحت «الطاولة» شيئاً فشيئاً بين أوساط المجتمع السعودي، إلا أنها مضت في ازدياد ملحوظ في المدينةالمنورة في الآونة الأخيرة بصورة أكبر من بقية المناطق السعودية. وترجع أسباب تسمية الظاهرة، نظراً إلى عدم ظهور رقم أو اسم المتصل في حال أجرى المتصل مكالمة هاتفية على أحد الأرقام، وظهور عبارة الرقم الخاص. الشرائح «القضية» تباع في محال بيع الأجهزة الهاتفية النقالة في الخفاء، وهي على زعم المتاجرين فيها مهربة من خارج السعودية، ومصدرها الرئيس كينيا. وقال مهتمون في شرائح الرقم الخاص ل «الحياة»: إن سعر الشريحة الواحدة منها يتراوح ما بين 200 إلى 250 ريالاً، وهي تتميز بخاصية «حجب رقم المتصل»، مشيرين إلى أن هذه الخدمة غير متوافرة إلا في كينيا، وعند الحصول على نوعية هذه الشرائح تكون طريقة تفعيل خدمة عدم إظهار الرقم في غاية البساطة، إذ كل ما على العميل فعله هو الدخول على جهاز الهاتف الجوال، ومن ثم اختيار خاصية «عدم إظهار الهوية»، وبالتالي تكون الخدمة فعالة. بدوره، قال مصدر في «شركة زين السعودية» ل «الحياة»: «إن هذه الشرائح تعمل على شبكة «زين السعودية» فقط، وليس للشركة أي علاقة بها، غير أنها أساءت إلى سمعتها». وأضاف: يستغل الشبان وضعاف النفوس هذه الشرائح في المعاكسات والشكاوى الكيدية وإزعاج الناس، كما أن هذه الشرائح تشحن ببطاقات شحن «زين» مسبقة الدفع بالفئات المتوافرة في الأسواق، وأن سعر التعرفة ليس باهظ الثمن، وتقريباً بنفس الكلفة، وعند رغبة العميل إجراء الاتصال فلن يلزمه سوى الاتصال على الرقم المحلي في البلد المراد الاتصال به من دون استخدام الرقم الدولي، وبالتالي يكون الاتصال من رقم الجوال إلى رقم جوال آخر محلي، وتظهر لدى صاحب الشريحة على شاشة الجوال «zain ksa» وتتغير إلى «zain ke». ومن خلال البحث على محرك البحث الشهير «google» وإدخال عبارة «الرقم الخاص» تظهر الكثير من الإعلانات في المواقع المختلفة التي تعرض هذه الشرائح للبيع بأسعار مختلفة وطريقة استعمال مغايرة. «الحياة» بحثت في الكثير من مجمعات بيع أجهزة الجوالات، في محاولة منها للحصول على هذه الشريحة، فذكر أحد الباعة (رفض ذكر اسمه) أن الكثيرين من المندوبين يقومون بعرض مثل هذه الشرائح، إلا أني أرفض شراءها، معتبراً ذلك مخالفة. وقال أنور حسين (بائع): «إن أكثر الذين يقومون بعرض هذه الشرائح هم الأفارقة وبعض مندوبي الشركات، إلا أني أرفض شراءها في الوقت الذي أعلم فيه بحث كثيرين من الشبان على هذه النوعية من الشرائح، فيما اعتبر خالد السهلي (بائع أيضاً) استعمال مثل هذه الشرائح خطراً، إذ يجد المستخدم لهذه الأرقام المجهولة كل السهولة في إزعاج ومضايقة الناس، واستغلالها في الأغراض غير القانونية، مناشداً هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في إيجاد حل ناجع وعاجل. أما أحمد خليفة (مواطن) فوجه المواطن والمقيم إلى التعاون مع الجهات المعنية بالإبلاغ عن المروجين لمثل هذه الشرائح المجهولة في حال تعرفهم على أحد مروجيها في أي مكان، ومساعدتهم في مراقبة محال بيع أجهزة الاتصالات سعياً في الحد من انتشارها، بغية الإسهام في التقليل من جرائمها والجرائم المجتمعية بصفة عامة.