شكلت إدارة التربية والتعليم في محافظة الطائف لجنة للتحقيق تباشر مهماتها اليوم (الثلثاء) في حادثة اعتداء مجموعة من طلاب إحدى المدارس الثانوية الواقعة على بعد 70 كلم جنوب المحافظة السياحية صباح أمس (الإثنين) بالضرب على مدير مدرسة متوسطة مجاورة. وقال المدير (تحتفظ «الحياة» باسمه): «تفاجأت لدى دخولي في ساعات الصباح الأولى المدرسة التي أديرها بهجوم مجموعة من طلاب المدرسة الثانوية المجاورة تدافعوا إلى ضربي مستخدمين أدوات حادة وعصي غليظة ألحقت بي إصابات بليغة، تمركزت في رأسي، ولم يتركوا مجالاً للتفاوض معهم حول الخلاف الذي دفعهم إلى هذا التصرف معي». وزاد: «دخلت في حال غيبوبة و لم أشعر بنفسي إلا عقب إجراء الإسعافات الأولية بعد نقلي إلى المركز الصحي ومنه إلى مستشفى الملك فيصل ثم إلى مستشفى الملك عبدالعزيز التخصصي». وتابع: «الغريب في الأمر، أنني تلقيت في المستشفى اتصال اعتذار من أحد أولياء أمور المعتدين، يطلب فيه تنازلي عن القضية، ومحاولة التوصل إلى صلح مع الجناة». واتهم المدير المعتدى عليه المدرسة الثانوية (المجاورة لمدرسته، والتي اعتدى عدد من طلابها عليه) بالتسيب وقال: «شهدت مدرسة المعتدين الأسبوع الماضي حادثة إطلاق نار بين طلابها، إضافة إلى حادثة طعن وحوادث تحطيم استهدفت زجاج سيارات المشرفين المكلفين بزيارة المدرسة»، مشيراً إلى عدم انتظام غالبية طلابها البالغ عددهم 240 طالباً، «لم ينتظم منهم في الحضور سوى 50 طالباً، أما بقية الطلاب فقد تفرغوا لجوب الطرقات والشوارع، ما أدى إلى تدني مستواهم التعليمي بصورة كبيرة جداً». من جانبه، تساءل أحد المشرفين التربويين (شقيق المدير المعتدى عليه) في حديثه إلى «الحياة»: «هل سنبقى صامتين أمام حوادث العنف التي طاولت المعلمين أخيراً إلى أن يقتل احدهم؟». وأضاف أن الطالب لم يعد يحترم المؤسسة التربوية ولم يعد يحترم المعلمين ما يلزم وضع عقوبات مشددة ورادعة لهذا الاستهتار. بدوره، أوضح الناطق الإعلامي في شرطة محافظة الطائف الرائد تركي الشهري أن بلاغاً ورد إلى مخفر شرطة «قيا» يفيد بتعرض مدير مدرسة للضرب من قبل شاب، «وتمت مباشرة البلاغ والقبض على المتهم، بينما لا يزال المجني عليه منوماً في المستشفى، وحاله الصحية مستقرة، ولا تزال إجراءات التحقيق جارية». في المقابل، أكد مدير إدارة التربية والتعليم في محافظة الطائف محمد أبو راس تشكيل لجنة تضم ممثلين من القضايا التربوية وقسم المتابعة ومركز الإشراف التربوي للتحقيق في القضية ومعرفة ملابساتها كافة. بينما أوضح المتحدث الإعلامي باسم وزارة التربية والتعليم الدكتور فهد الطياش ل «الحياة» أن حوادث العنف ضد المعلمين لا تعدو كونها سلوكيات فردية متناثرة لا تشكل ظاهرة خطرة ومتنامية، «وهي عبارة عن سلوكيات فردية نابعة من قصور في التعامل والتفريغ تؤدي إلى التعامل الجسدي بالاعتداء، في الوقت الذي تريد فيه الوزارة أن تكون المدارس مؤسسات تبني قيماً تربوية تعليمية تنمي ثقافة الحوار والتعامل الحسن، باعتبارها قيماً تورث في عقول الناشئة وتوجد الحلول لمشكلاتهم مستقبلاً». مبيناً أن دور الوزارة عند حدوث مشكلات عدوانية في الميدان التربوي يتمثل في تكليف مرشدين ومشرفين لتتبعها ومعالجتها باكراً قبل أن تتحول من اعتداءات سلوكية لفظية وجسدية إلى جرائم سواء في حق المعلم أو الطالب.