كشفت سلسلة عمليات أمنية احترازية في مدن جنوب العراق بعد سلسلة تفجيرات طاولت أخيراً تلك المدن وجود معامل جديدة لصناعة العبوات الناسفة ومخابئ للذخائر والأسلحة. وقال المستشار الأمني لمحافظ البصرة (650 كلم جنوب بغداد) عقيل الموسوي ل «الحياة» انه «تم ضبط العديد من المخابئ والمخازن الخاصة بالذخائر والألغام ومعامل صناعة العبوات الناسفة»، لافتاً الى ان «هذه المخابئ جديدة لم تكتشف سابقاً، نتيجة التعزيزات الأمنية التي قامت بها الجهات الأمنية في المحافظة». وأوضح الموسوي: «عثرنا في منطقة حمدان على مخابئ تحتوي على مئات الألغام الخاصة بالدبابات وقذائف الهاون بالإضافة إلى عدد من الصواريخ ومنصات الإطلاق الخاصة بها فضلاً عن مواد تستخدم في عمليات التفجير مثل مادة تي أن تي». وتابع: «عثرنا أيضاً في المناطق البعيدة عن المركز على مخابئ لذخائر حديثة الصنع خلال عمليات الدهم والتفتيش التي قمنا بها خارج حدود المدينة باتجاه المناطق المفتوحة». وفي محافظة ميسان (390 كلم جنوب بغداد) تم العثور على مخابئ كبيرة للأسلحة ومعدات التفجير في المحافظة في المناطق الواقعة بين البصرة وميسان. وقال محافظ ميسان ورئيس اللجنة الأمنية العليا فيها محمد شياع ل «الحياة» انه «في حملاتنا الأخيرة للتفتيش في المناطق الواقعة خارج مركز المدينة عثرنا على مخازن كبيرة تحتوي على عشرات الصواريخ والقذائف بأحجام مختلفة». وأضاف شياع: «اعتمدت غالبية هذه الحملات على المعلومات الاستخبارية ما يشكل تطوراً واضحاً في أدائنا الأمني بالاعتماد على هذه المعلومات». وأوضح انه «عثر على مخبأ كبير في منطقة العزير الواقعة جنوب المحافظة على حدودها مع البصرة ويحتوي على 33 صاروخاً، وهو رقم كبير، بالإضافة إلى قذائف تستخدم في عمليات الاستهداف التي تشهدها بعض المحافظات عادة». وقال مدير عام شرطة ميسان إسماعيل عرار إن «المكتشفات الجديدة لا تشمل فقط المخابئ والمخازن بل تشمل أيضاً مطلوبين قبض عليهم أثناء تكثيف عمليات الدهم والتفتيش خلال الفترة الماضية». وأضاف أن «هذه المرحلة تطلبت منا زيادة نشاط نقاط التفتيش المهمة فضلاً عن تشكيل اللجان الخاصة ببعض العمليات الأمنية». وتابع: «اعتمدنا هذه المرة على معلومات من مواطنين وأدلة قدموها إلى الجهات الأمنية في المحافظة، وقد أثبتت نجاحها عند التطبيق حيث ألقي القبض على مجموعة من المطلوبين». ولفت الى أن «المديرية قامت بتطوير إجراءاتها الأمنية النهرية وحماية نهر دجلة المار في محافظة ميسان»، مشيراً إلى «أن إكمال المنظومة الأمنية من حيث حراسة المساحات المائية سيكون له الأثر البارز في الحد من عملية نقل العبوات».