سمى «مجلس شورى دولة العراق الاسلامية»، وهو مجموعة مسلحة تحت لواء الفرع العراقي لتنظيم «القاعدة»، «أميراً» جديداً له بعد مقتل الزعيم السابق «أبي عمر البغدادي». وجاء في بيان نُشر على مواقع مقربة من التنظيم على شبكة الانترنت، أن أبو بكر البغدادي عيّن «أميراً للمؤمنين» وحسين القرشي «رئيساً للوزراء» في «دولة العراق الاسلامية». وعينت «القاعدة» الرجلين مكان «أبي عمر البغدادي» والقائد العسكري ل «القاعدة في العراق» «أبي أيوب المصري» اللذين كانا على علاقة مباشرة بأسامة بن لادن وقد قُتلا في 18 نيسان (أبريل) الماضي في عملية عراقية - أميركية. وكان التنظيم أعلن في 14 أيار (مايو) الجاري تعيين الناصر لدين الله أبو سليمان «وزيراً للحرب»، وهو منصب كان يتبوأه أبو أيوب المصري. ولم يتسن التأكد من صدقية البيان. في المقابل، تعهدت قوى الأمن العراقية أن يكون عمر الزعيم الجديد لتنظيم «دولة العراق الاسلامية» قصيراً. وأكد المدير العام لوكالة شؤون الشرطة اللواء مهدي صبيح في اتصال مع «الحياة» أن «اعلان تنظيم القاعدة تنصيب قيادات جديدة في العراق خلفاً للقيادات التي تمت تصفيتها في عمليات عسكرية مشتركة، بعد حوالى شهر من تنفيذ تلك العمليات انما يعكس تقهقر التنظيم». وأوضح أن «المعلومات الاستخباراتية كشفت ملامح تلك القيادات الجديدة». وأضاف أن «هذه القيادات غير محظوظة كونها جاءت في توقيت حرج بمعنى أن جاهزية قوات الأمن وتزايد أعدادها وتطور امكاناتها في ملاحقة الارهابيين ومطاردتهم تقلل فرص نجاحها». ورأى أن «ما يزيد فرصة نجاح قوات الأمن العراقية في مهامها بملاحقة تلك القيادات هو وعي المواطن ولا سيما أهالي المناطق القريبة من نقاط تمركز تلك القيادات».وتابع أن «قوات الأمن تملك امكانات كبيرة في ملاحقة الجماعات المسلحة بعد تأهيل عناصرها وتمكينهم من الوصول إلى أبعد نقطة محتملة قد تشكل ملاذاً لجماعات الارهاب. وهذه خطوة مهمة». وأكد مدير الأمن الوطني في محافظة صلاح الدين العميد جاسم الجبارة في اتصال مع «الحياة» أن «القيادات الجديدة لتنظيم القاعدة في البلاد لا تملك قاعدة بيانات يمكن أن تستند إليها كونها ما زالت تعاني من ضربات قوات الأمن العراقية لها». وقال: «لا أعتقد بأن الأسماء الجديدة التي تم تنصيبها سيكون لها نصيب من النجاح أو الشهرة لسبب بسيط هو أن ملاذاتهم باتت مكشوفة لنا كقيادات أمنية، ولا سيما نقاط تمركزهم الأساسية والاحتياطية بسبب تراكم الخبرات الأمنية لدى متابعي ملف الارهاب والقاعدة». لكن زعيم «صحوة» منطقة الطارمية (شمال بغداد) عماد المشهداني أكد في تصريح إلى «الحياة» أن «الفراغ الذي تركته الصحوة في الملف الأمني الخاص بمناطق تمركز القاعدة سيؤثر سلباً في منجزات الأمن». وأوضح أن «من أخطاء الحكومة تهميش الصحوات وجعلها أهدافاً سهلة للقاعدة فضلاً عن ملاحقتها من أجهزة الأمن بذرائع مختلفة». وتابع أن «قيادات القاعدة الجديدة حتماً ستفتح باباً للتعاون مع عناصر الصحوات المطاردة، مستغلة معرفتهم بطبيعة المدن العراقية ونقاطها الرخوة وعدم وجود خيارات كثيرة لديهم». لكن مصدراً أمنياً مطلعاً أكد ل «الحياة» أن «تسمية أمير جديد للقاعدة في العراق كان شكلياً بهدف ايصال رسالة للآخرين بأن القاعدة ما زالت تسيطر على دفة الأمور». وتابع أن «الزعيم الجديد لا يحمل أياً من صفات أبي عمر البغدادي الذي قُتل أخيراً، وربما يكون أقل خبرة مما هو متوقع». وتابع أن «اعلان تسمية قيادات القاعدة انما يكشف هشاشة التكنيك العسكري للقاعدة كونها عمدت إلى استخدام الألقاب السابقة ذاتها في تسمية الزعماء الجدد». وذكر أن الزعيم الجديد لما يسمى «دولة العراق الاسلامية» اختير كما يبدو بعد خلافات كبيرة على زعامة التنظيم بدليل اختيار نائب له بالاسم ذاته للمرة الأولى، ما يكشف وجود قناعة لدى التنظيم بأن الزعيم المعلن لن يدوم به الحال». وكان الناطق باسم الحكومة علي الدباغ قال في تصريحات صحافية إن «الزعيم الجديد لتنظيم القاعدة في العراق سيواجه مهمة صعبة في إدارته التنظيم لعدم توافر القاعدة اللوجستية للتنظيم حالياً على عكس ما كان حاضراً لدى (أبي مصعب) الزرقاوي وأبي أيوب المصري». وأضاف الدباغ أن «كل هذه الأمور تجعل حركة الزعيم الجديد لتنظيم القاعدة صعبة، وليست سهلة». وأكد الناطق باسم قيادة عمليات بغداد قاسم عطا أن «وزير الحرب الجديد لدى تنظيم القاعدة الارهابي الناصر لدين الله أبو سليمان الذي أعلن تنصيبه ستكون أيامه معدودة وسنجعل من فترة ولايته هذه أقل من أسلافه بكثير. هناك معلومات استخباراتية دقيقة قدمتها الخلية الاستخباراتية التي خططت لعملية (وثبة الأسد) عن الارهابي أبي سليمان، ولا يمكن الافصاح عنها في الوقت الحالي».