بدأت الممثلة الفرنسية - المغربية صوفيا مانوشا مشوارها الفني في أفلام قصيرة للمهرجانات والتلفزيون، قبل أن يمنحها السينمائي الفرنسي لوران فيرود بطولة فيلمه «بدافع الحب»، ما جعلها تعثر على فرصة في مسرحية فكاهية ستعرض قريباً على خشبة مسرح «مونمارتر غالابرو» الذي يملكه ويديره النجم ميشيل غالابرو. وتعلمت مانوشا (23 سنة) مبادئ التمثيل في مدرسة فرنسية متخصصة، قبل أن تسافر إلى الولاياتالمتحدة الأميركية وتقيم فترة هناك لأنها تفضل معايشة التجارب بنفسها والتعلم من طريق الممارسة، بدلاً من متابعة الحصص النظرية وحسب. ولأنها احتكت بالوسط الفني في نيويورك وعثرت فيه على أسلوب عمل يناسب تصورها لمهنتها كممثلة، كرت التجربة مرات عدة مع تفتح ذهني أفادها في شكل كبير كلما واجهت مسؤولية دور جديد في فرنسا، إذ صارت تتخيل أبعاد الشخصية التي تؤديها بطريقة تلغي تماماً كل ما هي عليه في الطبيعة لكي تنغمس في الدور الجديد، مقتربة منه بدلاً من أن تجلبه هو إليها، مثلما يحدث غالباً حيث يضع الممثل مزاجه وطباعه في قلب دوره المسرحي أو السينمائي جاعلاً من هذا الأخير نسخة منه نوعاً ما. وهذه الطريقة التي تحبذها مانوشا قريبة إلى ما هو متبع في الولاياتالمتحدة الأميركية، وحملها الإضطرار على قضاء ثلاثة أو أربعة أشهر في تعلم أصول رياضة ما، كالملاكمة أو الألعاب الآسيوية، كما فعلته النجمة هيلاري سوانك قبل أن تؤدي بطولة فيلم «مليون دولار بيبي» الذي أخرجه كلينت إيستوود، أو الممثلة ميشيل رودريغيز من أجل دورها في فيلم «غيرل فايت». وهذا الأسلوب يتبعه أيضاً روبرت دي نيرو الذي تعلم أصول الملاكمة واكتسب نحو 30 كيلوغراماً حتى يمثل شخصية البطل جيك لا موتا في فيلم «ريجينغ بول». وتهوى مانوشا التنكر من أجل دور محدد، فهي تشعر بأن التغيير في الشكل الخارجي بواسطة المكياج والثياب وتسريحة الشعر هو شيء يساعد الممثل من دون أدنى شك في الدخول إلى أعماق دوره الفني، وتتخذ مثالاً على ذلك الأعمال المخيفة المبنية على التنكر والمؤثرات. وتطمع مانوشا في العثور على فرصة المشاركة في عمل من هذا النوع فوق المسرح أو أمام الكاميرا. وما تسعى إليه مانوشا في النهاية هو التفوق على الذات عبر كل شخصية خيالية تؤديها. والشيء الثاني الذي يثير هاجسها فنياً هو الجمهور العربي، فهي تحلم بأن تمثل من أجل هذا الحضور، خصوصاً في الشرق الأوسط، فهي كبرت على الأفلام والأغاني المصرية وتعيرها عواطف تعجز عن وصفها. وإن كانت مانوشا ترغب في التمثيل من أجل الجمهور العربي، فهي تنادي بالإبتعاد عن التخصص في الأدوار العربية التقليدية التي طالما تنحبس فيها زميلاتها من الممثلات العربيات في باريس. فهذه الشخصيات وإن كانت في المسرح أو السينما، تميل إلى تقديم الفتاة العربية في الغربة على أساس أنها مغلوبة على أمرها وضحية العنصرية الغربية وتقاليدها الشرقية. وتلاحظ مانوشا أن الأمور بدأت تتغير من هذه الناحية، ولكن ليس بالدرجة الكافية بعد، بينما يعثر الممثل العربي في فرنسا مثل رشدي زم وسامي بوعجيلة وغيرهما، على أدوار متنوعة وجميلة، وعلى المرأة أن تحرز التقدم ذاته في شأن مكانتها الفنية. ومانوشا بفضل ملامحها المتوسطية قادرة على التقدم إلى أي اختبار فني يهدف إلى تعيين ممثلة قادرة على تقمص شخصية عربية أو إسبانية أو إيطالية... إذا كانت الشخصية سمراء وجميلة. وهذا عدا التنكر طبعاً في أي شكل مختلف عما هي عليه في الحقيقة. وقد يساعدها في التنوع الذي طالما تتمناه، إلمامها بالكثير من اللغات وقابليتها الفذة لتعلم لغة أجنبية جديدة عليها.