واصلت القوات المشتركة ل «المقاومة الشعبية» والجيش الموالي للحكومة اليمنية أمس، تضييق الخناق على المسلحين الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح عند الأطراف الشمالية الشرقيةلصنعاء، في مديرية نهم، بالتزامن مع غارات مستمرة لطيران التحالف العربي على مواقع المتمردين ومعسكراتهم في صنعاء ومحيطها ومحافظات تعز ومأرب والجوف وحجة وصعدة. إلى ذلك، تجدد مسلسل الاغتيالات في عدن، وأفاد شهود ومصادر أمنية بأن مسلحين مجهولين يعتقد بأنهم على صلة ب «القاعدة» أطلقوا النار على سيارة رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في المنطقة الرابعة العقيد أدهم الجعري، أثناء مروره في حي «عبود» قرب المطار في خور مكسر، وأردوه قتيلاً. وأفادت مصادر المقاومة والجيش الوطني، بأن قواتهما تمكنت من السيطرة على مناطق «كولة وقرية الحول وحجر السلطاء»، شمال فرضة نهم، كما سيطرت في جنوبها على مناطق «الطُوَيِّل والنصيب وقرية النشف». وأضافت أن مواجهات عنيفة في المنطقة استمرت ساعات عدة، سقط خلالها 15 عنصراً من المقاومة والجيش، قبل أن تسفر عن السيطرة على الجبال المطلة على قرية بني بارق واستكمال السيطرة على قرية المدارج، في ظل تراجع استراتيجي لمسلحي الانقلابيين إلى مشارف منطقة «مسورة». وطاولت غارات التحالف مواقع المتمردين في مديرية صرواح، آخر معاقلهم غرب مأرب، كما ضربت موقعاً في محيط القصر الرئاسي في صنعاء، قرب معسكرات الحماية الرئاسية في جبل»النهدين»، وطاولت الغارات مواقع متفرقة للمتمردين في جبهات محافظة تعز، وعلى طول المناطق الحدودية الشمالية الغربية من محافظتي صعدة وحجة. على صعيد آخر، أعلن مسؤول يمني أن سفارات عدة في الخارج «لا تزال تقف إلى جانب صالح والانقلابيين الحوثيين، وتمارس تضليلاً إعلامياً ممنهجاً لمصلحتهم». وقال مستشار وزير الإعلام اليمني عبدالرحمن سالم الخصر ل «الحياة»، إن الوزارة «اقترحت استراتيجية شاملة على مجلس الوزراء من شأنها المساعدة في معالجة الوضع القائم، وتتوافق مع مخرجات الحوار الوطني». ولفت إلى أن «المحاولات ما زالت قائمة لاستعادة موقع وكالة الأنباء الرسمية سبأ الذي يسيطر عليه الانقلابيون»، وأضاف: «يواجه الإعلام، خصوصاً الخارجي، صعوبة في الوصول إلى الموقع البديل الذي لم يف بالغرض، وعلى السلك الديبلوماسي بذل جهوده في واشنطن، حيث مقر الشركة المستضيفة، لاستعادة الموقع الرسمي». وأكد أن «معظم الهيئات الديبلوماسية في الخارج يسيطر عليها موالون لصالح والحوثيين ويمارسون عملهم في التضليل الإعلامي ودعم الميليشيات والانقلابيين». وتوقع «حدوث تغييرات كبيرة في السلك، خلال الأيام المقبلة من شأنها أن تنعكس على الرسالة الإعلامية للحكومة الشرعية». وتابع: «نواجه تحديات عدة، من أهمهما الدعم المالي والإداري، وصعوبة الاتصالات، إلى جانب الصعوبات الأمنية، خصوصاً في المناطق الشمالية، أما في الجنوب فهناك تغييب كبير للإعلاميين لعدم توافر الدعم المالي والاهتمام الحكومي».