أعلنت السلطات الجزائرية تشكيل خلية أزمة موسعة في أعقاب زلزال متوسط القوة ضرب المنطقة الشمالية لولاية المسيلة (300 كلم جنوب شرقي العاصمة)، وخلّف في حصيلة رسمية قتيلين و43 جريحاً وعشرات المشردين. وتمكنت فرق خاصة من نصب مئات الخيام لعائلات تصدعت منازلها، ترقباً لهزات ارتدادية في الساعات المقبلة. وأدى الزلزال الذي ضرب مساء أول من أمس منطقة ملوزة (بني يلمان) في ولاية المسيلة إلى انهيار عشرات المنازل البدائية والحديثة منها على حد سواء، على رغم ان قوته لم تتعد 5.2 درجة على مقياس ريختر. وأفادت وزارة الداخلية والجماعات المحلية أن شخصين لقيا حتفهما وأصيب 43 بجروح متفاوتة، 23 منهم لا يزالون قيد المراقبة الطبية بينهم تسعة في حال الخطر. وتم تحديد مركز الهزة على بعد 7 كيلومترات شمال غربي المنطقة. ونقل التلفزيون الحكومي صوراً لعشرات المنازل المنهارة تماماً ومنازل أخرى انهارت جزئياً بسبب الزلزال الثاني من نوعه في المنطقة منذ سبعينات القرن الماضي. وكانت بلدية بني يلمان المنطقة الأكثر تضرراً قياساً بعدد الجرحى ونظراً إلى قربها من مركز الزلزال. وشكلت السلطات خلية أزمة برئاسة والي المسيلة ونشرت مئات من عناصر الدفاع المدني وعشرات الجراحين والأطباء ونصبت خياماً للمعاينة الطبية السريعة، فيما زار الوالي المواقع المتضررة مرات عدة، وأمر على الفور باجتماع طارئ للجنة الكوارث واستنفار الإمكانات البشرية والمادية كافة لاستقبال الجرحى وتحويلهم إلى مستشفيات. وأرسل مكتب الهلال الأحمر في الولاية شاحنة محملة بالمواد الضرورية من أغطية وخيام وأدوية إلى بلدية بني يلمان. ونظم رجال الانقاذ أمس عملية توزيع المساعدات في المنطقة التي يسكنها نحو ثمانية آلاف شخص، ووزعوا 180 خيمة على العائلات «الأكثر تضرراً». ويتوقع أن يصل عدد الخيام الموزعة إلى أكثر من ألف مع تفضيل كثير من العائلات المبيت أمام منازلها خوفاً من هزات ارتدادية. وتوجه وزير التضامن جمال ولد عباس والوزير المنتدب المكلف الجماعات المحلية دحو ولد قابلية إلى بني يلمان للوقوف على الأضرار. وأعلن ولد عباس «استعداد الحكومة للتكفل التام بالمتضررين وإعادة إسكانهم في أسرع وقت». وقدمت ولاية سطيف المجاورة للمسيلة إمدادات بالأغطية واللوازم الطبية، كما أعلنت استعدادها لاستقبال الجرحى في حال الضرورة. وعلى رغم ذلك، شكا كثيرون من نقص الأدوية وصعوبة الحصول عليها. وبررت الولاية ذلك بعدم تمكن المصالح المختصة من تنظيم تقديم الأدوية خلال الساعات التي أعقبت الزلزال، بسبب تركيزها على تنظيم عمليات الإسعاف. وتوقع المرصد الحكومي لفيزياء الأرض حدوث خمسين هزة ارتدادية على الأقل، ما دفع بعض سكان المنطقة المتضررة إلى رفض المبيت في منازلهم حتى إشعار آخر.