الربو والانسداد الرئوي المزمن مرضان يختلفان في المسببات لكنهما يتشابهان جداً في العوارض الى درجة أنه يصعب في بعض الأحيان التمييز بينهما. ويحدث مرض الربو نتيجة تأثير عوامل وراثية وعوامل أخرى محرضة مثيرة للتحسس، مثل غبار الطلع، والتبغ، والمهيجات الكيماوية، وتلوث الهواء بدخان المصانع وعوادم السيارات وغيرها. ويعاني المصاب بالربو من مجموعة من العوارض يكون اللهاث العارض الأبرز فيها الى جانب ضيق التنفس والسعال المتكرر والصفير. وتأتي هذه العوارض على شكل نوبات تهاجم صاحبها عادة في الليل أو في الصباح الباكر. ويلعب المريض دوراً بارزاً في التحكم والتعايش مع مرض الربو، خصوصاً على صعيد الوقاية من مثيرات الحساسية الداخلية والخارجية، والإقلاع عن التدخين، والعمل المشترك مع الطبيب لوضع البرنامج العلاجي والمتابعة الدورية. أما مرض الانسداد الرئوي المزمن فينشأ إثر تعرض الشعب الهوائية لسنوات طويلة الى مواد مخرشة وملوثات بيئية وصناعية. ويتظاهر المرض بعوارض شبيهة بتلك التي تشاهد في مرض الربو، وهي تتباين من مريض الى آخر، فعند البعض تكون خفيفة يمكن التعايش معها، في حين أنها لدى آخرين قاسية يحتاج فيها المريض الى التزود المستمر بالأوكسيجين. ويصيب مرض الانسداد الرئوي المزمن الرجال أكثر من النساء، ويتم تشخيصه بعد استشارة الطبيب وإجراء الاختبارات الرئوية النوعية، ومن المهم جداً كشف المرض باكراً واستخدام العلاج المناسب من أجل منع تطوره نحو الأسوأ، لأن الاكتشاف المتأخر للداء يفضي الى تدمير مساحات واسعة من أنسجة الرئة وبالتالي الى اصابتها بالانتفاخ فلا تقوم بوظيفتها كما يجب، وقد تضغط أجزاء الرئة المنتفخة على الأجزاء السليمة منها ما يزيد وضع المصاب تعقيداً.