اقترب سعر الجنيه الإسترليني أمس من 1.39 دولار للمرة الأولى في 7 سنوات، فيما قفزت كلفة التحوط أمام التقلبات الحادة إلى أعلى مستوياتها في أكثر من أربع سنوات مع تزايد المخاوف من إمكان خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وأظهر أحدث استطلاع للرأي تقدم معسكر البقاء في الاتحاد في الاستفتاء المقرر في حزيران (يونيو) المقبل، على رغم تقلص الفجوة بينه وبين المعسكر الرافض لذلك. وبلغت نسبة الراغبين في البقاء 51 في المئة، فيما عبر 39 في المئة من البريطانيين عن رغبتهم في الخروج، بينما لم يحسم 10 في المئة أمرهم بعد. وهبط الجنيه الإسترليني إلى 1.3925 دولار، ويتوقع خبراء أن يصل إلى 1.35 دولار الذي سجله عام 2009. وتتعرض العملة البريطانية للهجوم منذ مطلع الأسبوع عندما عبر أعضاء كبار في «حزب المحافظين» الحاكم عن تأييدهم لحملة خروج بريطانيا من الاتحاد. وارتفع اليورو 0.3 في المئة إلى 78.82 بنس، ولكن العملة الأوروبية الموحدة تتأثر بمخاوف من أن تواجه منطقة اليورو فترة غموض إذا قررت بريطانيا ترك الاتحاد. وفي سياق متصل، أعلن مصرف «أتش أس بي سي» أمس أن الجنيه الاسترليني قد يفقد ما يصل إلى 20 في المئة من قيمته، وأن النمو في المملكة المتحدة قد ينخفض بنحو 1.5 في المئة العام المقبل إذا صوّت البريطانيون لمصلحة الخروج من الاتحاد الأوروبي في الاستفتاء. وأشار المصرف في مذكرة إلى أن «التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد تكون له عواقب خطيرة على كل أنواع الأصول، فبعد التصويت على الخروج نعتقد أن الضبابية قد تحيط بالاقتصاد البريطاني، ما سيخلق تباطؤاً محتملاً في النمو وانهياراً في قيمة الجنيه». وتوقع المصرف أن يهبط الجنيه ما بين 15 و20 في المئة أمام الدولار، نحو مستويات منخفضة جداً سجلها منتصف ثمانينات القرن الماضي، ما يعني أنه سيتجه نحو معادلة قيمة العملة الأوروبية الموحدة. وقد يدفع هبوط الجنيه التضخم إلى الارتفاع 5 في المئة. إلى ذلك أعلن «بنك الشعب الصيني» (المصرف المركزي) أمس، أن الصين ستعزز انفتاح سوقها للسندات المحلية بين المصارف، وستلغي قيوداً على بعض مستثمري الأجل المتوسط والطويل. وأضاف المصرف أنه سيسمح لمزيد من المؤسسات الأجنبية المؤهلة بالاستثمار في السندات المحلية التي تصدرها المصارف. وأكد في بيان على الانترنت أنه سيسمح للكيانات الأجنبية، منها صناديق المعاشات والصناديق الخيرية التي أقرها المركزي، بدخول السوق أيضاً. إلى ذلك احتفظ الذهب أمس بمكاسب كبيرة حققها أول من أمس مع أصول أخرى تمثل ملاذات آمنة، فيما تسبب عزوف المستثمرين عن المخاطرة في السوق في تهاوي الأسهم. وتراجع الذهب في التعاملات الفورية قليلاً إلى 1225.60 دولار للأونصة، بعدما ارتفع نحو 1.5 في المئة خلال الجلسة السابقة. وهبط سعر الفضة 0.3 في المئة إلى 15.24 دولار، والبلاتين 0.7 في المئة إلى 938 دولاراً، ليتجه نحو أدنى مستوياته في أسبوعين البالغ 913.50 دولار الذي سجله هذا الأسبوع، بينما ارتفع سعر البلاديوم 0.04 في المئة إلى 498 دولاراً.