قال وزير الزراعة التونسي لسعد الأشعل أمس إن بلاده تتوقع جني محصول حبوب في 2014 أعلى بكثير من 1.2 مليون طن الذي تحقق عام 2013 بانخفاض مليون طن مقارنة ب 2012. وقال الأشعل لوكالة «رويترز» على هامش مؤتمر زراعي في تونس إن مخزون البلاد الحالي من الحبوب يكفي احتياجات السوق المحلية حتى حزيران (يونيو). وأضاف: «بفضل الأمطار نتوقع محصولاً وافراً خلال موسم 2014 ومؤكد أن المحصول سيفوق محصول العام الماضي». وتعاني تونس تقلبات حادة في إنتاج الحبوب بسبب دورات الجفاف. وكان متوسط حجم المحصول 1.7 مليون طن سنوياً على مدى الأعوام العشرة الماضية. وبدأت في تونس أمس أعمال الدورة 28 للمؤتمر الإقليمي ل «منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة» (فاو)، تحت شعار «الشباب الإفريقي والتنمية الزراعية والريفية». وتتواصل أعمال المؤتمر الذي افتتحه رئيس الحكومة التونسية مهدي جمعة، على مدى 3 أيام، بمشاركة 50 وزيراً إفريقياً، وأكثر من 300 خبير دولي في المجال الزراعي. وتتمحور أعمال المؤتمر حول مؤشرات انعدام الأمن الغذائي، وسوء التغذية في الدول الإفريقية، والمشاكل التي يواجهها صغار المزارعين، والإجراءات التي يتعيّن اتخاذها لمعالجة مثل هذه المشاكل. وشدد لشعل على أن المؤتمر يهدف إلى تعزيز التعاون في نطاق جنوب - جنوب، أي بين الدول النامية، وإيجاد حلول للصعوبات المتعلقة بأزمة المياه وتمويل المُزارعين بالبلدان الإفريقية. وقال لصحافيين، إن المشاركين في المؤتمر سيبحثون أولويات نشاط منظمة «فاو» خلال الفترة 2014 - 2017، وسيقوّمون عمل المكاتب الإقليمية والفرعية في إفريقيا. يُشار إلى أن المؤتمر يندرج في إطار الإستراتيجية الجديدة لمنظمة «فاو» التي ترتكز على الحد من الفقر في المناطق الريفية وتعزيز مشاركة الشباب بالتنمية الزراعية. وتُشير المعطيات المتعلقة بالتركيبة السكانية للدول الإفريقية إلى أن 65 في المئة من إجمالي سكان القارة الإفريقية تقل أعمارهم عن 35 عاماً، وإلى أن نحو 20 مليون شاب إفريقي يلتحقون سنوياً بسوق العمل. وتُشير أيضاً إلى أن 63 في المئة من سكان إفريقيا يعيشون في الأرياف، حيث يعتمد 70 في المئة منهم على الزراعة. النمو إلى ذلك، أعلن البنك المركزي التونسي خفض توقعات النمو الاقتصادي لتونس لعام 2014 من 3.5 في المئة إلى 2.8 في المئة. ولاحظ البنك في بيان «عودة النشاط الاقتصادي تدريجاً ولكن بنسق يبقى دون المأمول خلال الشهرين الأولين من السنة الحالية، ما أدى إلى مراجعة نسبة النمو الاقتصادي المنتظرة». وأضاف أن «الوضع الاقتصادي الذي تعكسه هذه الأرقام يبقى دون المستوى الذي يمكّن من الاستجابة إلى تطلعات البلاد في مجال التنمية وخلق مواطن الشغل والتحكم في التوازنات المالية الكبرى». ودعا إلى «تضافر كل الجهود لاتخاذ الإجراءات العاجلة الكفيلة بتحسين مناخ الأعمال وتوفير الشروط الملائمة لانطلاق نشاط الاستثمار والتسريع في نسق الإصلاحات الهيكلية الضرورية لتركيز دعائم اقتصاد قوي ومتوازن». ونهاية العام الفائت، توقعت الحكومة التي كانت تقودها حركة النهضة الإسلامية، تحقيق نمو اقتصادي بنسبة 4 في المئة في 2014. وحقق اقتصاد تونس نمواً بنسبة 2.6 في المئة في 2013 و3.6 في المئة عام 2012. ويقول خبراء اقتصاد أن تونس تحتاج إلى تحقيق نمو بنسبة 7 في المئة للحد من نسب البطالة المرتفعة، والتي بلغت وفق معهد الإحصاء الحكومي 15.3 في المئة نهاية 2013. ووفق المعهد، يبلغ عدد العاطلين من العمل في تونس حوالى 610 آلاف تونسي، بينهم 30 في المئة من خريجي الجامعات ومؤسسات التعليم العالي. مزرعة قمح قرب بلدة دقة الأثرية في شمال تونس (الحياة)