أكد مصدر فرنسي مسؤول ل «الحياة» ان باريس تأمل التحدث في موضوع ايقاف الهبة السعودية للأسلحة الفرنسية للبنان خلال زيارة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز المرتقبة الى فرنسا في 4 آذار (مارس) المقبل حيث يستقبله الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الحكومة مانويل فالز، وخلال الزيارة التي سيقوم بها ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الامير محمد بن سلمان الى باريس في 22 منه، حيث سيرأس اللجنة الاقتصادية السعودية - الفرنسية عن الجانب السعودي. وكانت اللجنة تشكلت بعد زيارة هولاند الى السعودية. وكشف المصدر ان باريس تتطلع ايضاً الى جهود السفير السعودي لدى لبنان علي بن عواض عسيري لجهة محاولة اقناع القيادة السعودية بالعودة عن قرارها التي تتفهمه باريس وتقرأه على ان الرياض أصبحت تعتبر دعمها للبنان قضية خاسرة في ضوء كل ما يقوله «حزب الله» وموقف وزير الخارجية جبران باسيل الممتنع عن ادانة الهجوم الايراني على السفارة السعودية وكل ما صدر من مواقف في الاسابيع الاخيرة وايضاً إخراج ميشال سماحة من السجن (بكفالة). كل ذلك تتفهمه باريس لكن المصدر أوضح ان الرياض أكدت لباريس ان العقد بين السعودية وفرنسا قائم وان المعدات ستصنع ويتم تخزينها من الجانب السعودي حتى إشعار آخر. ولكن في الوقت نفسه هناك قلق فرنسي من ان الموقف السعودي قد يشجع الجهات اللبنانية التابعة ل «حزب الله» على تعزيز وضع يدها على لبنان، لذلك من الأفضل الا يترك الجانب السعودي الساحة لهؤلاء. وقال المصدر ان وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان تحدث مع ولي ولي العهد الامير محمد بن سلمان الاسبوع الماضي في بروكسيل حول الموضوع، وقال له الأمير ان العقد مع فرنسا مستمر ولكنه اوقف مع الجانب اللبناني للاسباب التي ذكرت. وكان الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية والتنمية الدولية في فرنسا رومان نادال علق على وقف برنامج «دوناس» لمصلحة الجيش والقوى الأمنية اللبنانية، الذي تموله المملكة العربية السعودية، بتأكيد «مواصلة حوارنا مع السلطات السعودية واللبنانية لبلوغ هدف حماية لبنان»، وتأكيد «ان التزام فرنسا جانب لبنان لحمايته من تداعيات الوضع في المنطقة جزء من استراتيجيتنا في الشرق الأوسط. وهدف برنامج «دوناس» الذي تموله السعودية المساهمة في مد القوات المسلحة الوطنية بالعتاد، لتمكينها من حماية البلاد بكل إستقلالية».