أمستردام، طرابلس - رويترز ، ا ب - وصل خبراء طيران إلى طرابلس أمس الخميس لفحص حطام طائرة ايرباص سقطت في العاصمة الليبية أول من أمس مما أسفر عن مقتل 103 أشخاص كانوا على متنها. ونجا طفل واحد من الحادث وافيد انه تعرف على افراد من عائلته جاؤوا للاطمئنان عليه في طرابلس، لكنه لم يعرف بوفاة والده ووالدته وشقيقه الاكبر. وذكرت صحيفة هولندية أن الناجي الوحيد من حادث تحطم الطائرة التابعة للخطوط الجوية «الأفريقية» الليبية «8 يو 771» هو طفل هولندي كان في طريق عودته مع أسرته من رحلة سفاري في جنوب أفريقيا. وكانت الطائرة وهي من طراز ايرباص 330-200 في طريقها من جوهانسبرغ الى طرابلس عندما سقطت على مسافة قصيرة من المدرج في وقت مبكر من صباح الأربعاء. واستبعد وزير النقل الليبي محمد زيدان أن يكون الحادث نتيجة عمل إرهابي. ويشارك فريق فني من ايرباص ومحققون هولنديون في التحقيق وسيفحصون الصندوقين الأسودين اللذين انتشلا من الحطام. وقال عمران الزبدي مسؤول الإعلام في الخطوط الجوية «الأفريقية» ل «رويترز» إن فريقاً من ايرباص وصل إلى طرابلس لبدء التحقيق. وذكر خبراء طيران أن طائرة ايرباص المتحطمة وهي جديدة تماماً تقريباً سقطت في ما يبدو على بعد مئات الأمتار من المدرج. وأضافوا أن المطار كان يفتقر لأنظمة تزوّد طاقم الطائرة بمعلومات عن مسافة ابتعاد الطائرة عن المدرج وارتفاعها عنه، لكن من السابق لأوانه تحديد سبب ارتطامها بالأرض وتفككها بحيث لم يتبق منها سوى الذيل. وقال بول هيز مدير السلامة في شركة «أسيند» في لندن: «معدل الحوادث التي تقع بسبب عمليات الاقتراب غير الدقيقة أعلى من تلك التي تحدث في عمليات اقتراب دقيقة من الناحية الاحصائية، لكننا لا نعلم إن كان هذا هو ما حدث في هذه الحالة». وأضاف: «التحطم التام لطائرة (في مدرج) شيء غير معتاد». ومنذ وقوع الحادث سادت حالة من التشكك حول هوية الطفل الناجي، لكن وزارة الشؤون الخارجية الهولندية أعلنت أمس الخميس أن اسمه «روبن» من مدينة تيلورغ في جنوبهولندا. وقالت الوزارة في بيان: «تحدث موظف في السفارة الهولندية بطرابلس معه. وقال له (الطفل) إن اسمه روبن وانه يبلغ من العمر تسع سنوات وانه من تيلبورغ. انه على ما يرام بالنظر إلى الظروف». وذكر أطباء في مستشفى في طرابلس أن الطفل أصيب بكسور في رجله لكن حالته مستقرة. وأوضحت إمرأة قيل انها جدة الطفل لصحيفة «برابانتس داغبلاد» الهولندية أنه كان بصحبة والديه ترودي وباتريك فان اسو وشقيقه انزو البالغ من العمر 11 سنة وأنهم كانوا في رحلة سفاري في جنوب أفريقيا. وقالت الجدة واسمها آن فان دي ساند للصحيفة: «لا نستطيع استيعاب هذا على الاطلاق. وكأننا في فيلم». وأشارت الخارجية الهولندية إلى أن اثنين من أقارب الطفل وصلا الى طرابلس وأنهما سيتوجهان الى المستشفى على وجه السرعة. وكان على متن الطائرة أيضاً ستة مسؤولين هولنديين بينهم أخصائيون في التعرف الى هويات الناس والتحقيق في حوادث تحطم الطائرات.