على رغم انتشار مصطلح «انترنت الأشياء» خلال السنوات الماضية، إلا أن 87 في المئة من الناس لا يعرفون ماذا يعني هذا المصطلح التكنولوجي الذي من المتوقع أن يكتسح عالم التكنولوجيا خلال السنوات القليلة المقبلة. ويعني «انترنت الأشياء» مقدرة كل الأجهزة التي نستعملها في شكل يومي على الاتصال بالإنترنت عبر أجهزة استقبال خاصة، وجمع المعلومات من دون الحاجة إلى تدخل الإنسان. ويتوقع العلماء أن تكتسح هذه الأجهزة الإلكترونية الذكية العالم قريباً، خصوصاً مع انخفاض كلفة تشغيل الشبكة العنكبوتية التي تقل يوماً بعد يوم. وتحاول الآن شركات مثل «غوغل» و«سامسونغ» الاستثمار في الأجهزة المنزلية التي يمكن وصلها بالإنترنت مثل الأفران والثلاجات والغسالات وآلات صنع القهوة. وتوقعت مجلة «فوربس» الاقتصادية وصول عدد السيارات المتصلة بالإنترنت إلى 250 ألف سيارة في العام 2020، بينها عشرة آلاف سيارة ذاتية القيادة. وأشارت المجلة إلى أن تكنولوجيا انترنت الأشياء ستضيف ما يتراوح بين 10 و15 تريليون دولار إلى إجمالي الناتج المحلي العالمي خلال العشرين عاماً المقبلة، فيما قد يصل عدد الأجهزة الموصولة بالإنترنت إلى 4.9 بليون جهاز. وتوقعت «فوربس» شكل الحياة المستقبلية مع إنترنت الأشياء، موضحة أن السيارة ستصبح قادرة على تنزيل جدول مواعيد اجتماعات سائقها باستمرار من الإنترنت، ومن ثم تقود ذاتها إلى أماكن الاجتماعات، وقد ترسل إشارات إلى الطرف الآخر في حال قابلت أزمة سير، وتأخرت عن الموعد، فيما ستقوم الثلاجات بمراقبة كميات الطعام داخلها، والاتصال بمحال بيع المواد الغذائية لطلب أنواع الطعام التي شارفت على النفاد. ولا يتوقّف الأمر عند هذا الحد، إذ إن التكنولوجيا الجديدة والقدرة على جمع عدد كبير من البيانات الرقمية التي تُنشئها الآلات سيمكنان الإنسان من التخطيط ومراقبة أنماط الإنتاج والاستهلاك بطريقة جديدة ودقيقة. ويعتبر بعضهم أن هذا هو التطور الكبير الآتي، ويذهبون إلى حد تسميته «الثورة الصناعية الثالثة». وسيكون لهذه الثورة التكنولوجية الجديدة تأثير كبير في الاقتصاد، إذ إنها ستزيد الإنتاج وتقلص الكلفة الاقتصادية، مثل النقل والتخزين واستهلاك الطاقة، مثلاً ستقوم أجهزة الاستشعار بضبط التدفئة الداخلية، والتبريد والمكيفات الهوائية، ولن يعود هناك مكان لتبديد الموارد الاقتصادية. وتشير التجارب السابقة إلى أن الإنسان يسعى باستمرار نحو اقتناء الأجهزة القادرة على الاتصال بالإنترنت، إذ اثبتت الأرقام زيادة مبيعات الأجهزة الذكية التي يُمكن ارتداؤها باليد، مثل ساعات «أبل واتش» وأساور مراقبة النشاط البدني، بنسبة 223 في المئة خلال العام الماضي.