احتشدت الذكريات واختلطت في أذهان اللبنانيين خلال هذين اليومين، فأحيوا أمس ذكرى شهداء الصحافة اللبنانية التي تحتجب مطبوعاتها اليومية عن الصدور اليوم للمناسبة فيما اقتصرت الاحتفالات على الحد الأدنى بفعل طغيان الأجواء الانتخابية على المسرح السياسي. وينتظر أن يتمخض اليوم عن مشهدين رمزيين في ذكرى 7 أيار (مايو)، الأول إعلان زعيم تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري في مهرجان خطابي حاشد لائحة قوى 14 آذار وتياره في دائرة بيروت الثالثة لمناسبة مرور سنة على الأحداث الدموية المتمثلة باجتياح «حزب الله» وحلفائه العاصمة وبعض الجبل ومناطق أخرى ضد قرارات حكومة الرئيس فؤاد السنيورة التي اعتبرها الحزب مؤامرة على المقاومة التي انتهت باتفاق الدوحة برعاية عربية. والثاني إعلان زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون عن برنامج التيار الانتخابي ولوائح مرشحيه في سائر المناطق، خصوصاً لائحتي كسروان وبعبدا، وذلك بعد مرور 4 سنوات على عودته الى لبنان من المنفى في 7 أيار العام 2005. (راجع ص 6 و7) وبينما يكتسب المهرجان الانتخابي للحريري رمزية مزدوجة، إذ نظر الى اقترانه بتاريخ 7 أيار والى تنظيمه في ملعب نادي النجمة الرياضي، أي في المكان نفسه الذي استشهد فيه النائب عن العاصمة وليد عيدو العام 2007، فإن مصادر مطلعة أوضحت ل «الحياة» أن خطاب الحريري سيعتمد على هذه الرمزية ولن يتوقف كثيراً أمام 7 أيار، وسيركز على الوضع السياسي والانتخابات والموقف من المحكمة الخاصة بلبنان لمحاكمة المتهمين في اغتيال الرئيس رفيق الحريري ليؤكد على سقف المواقف السياسية الأخيرة التي أعلنها خلال الأيام الماضية، ويشدد على القبول بقراراتها أياً كانت رداً على المواقف السلبية التي صدرت إزاءها لمناسبة إطلاق الضباط الأربعة. وسيشدد على مصيرية الانتخابات. وكان الحريري أعلن أمس خلال لقاء انتخابي أن «تحالفات كبيرة أجريت من أجل الحفاظ على وحدة الصف بين تحالف قوى 14 آذار»، وقال إن «كل ما حصل من أخذ ورد واتساع لحلقة التشاور كان يجري بين أصدقاء وحلفاء، للتوصل الى أفضل صيغ تحالفية ممكنة ترضي أكثرية اللبنانيين، وليس كما كان يحصل في السابق حين كانت تفرض الأسماء واللوائح فرضاً من وراء الحدود». وقال الحريري: «إننا في صدد الوصول الى توافق مع الجماعة الإسلامية الذين عقدت معهم اجتماعاً مساء (أول من) أمس، وغداً سيكون مرشح الجماعة الإسلامية في بيروت الدكتور عماد الحوت بيننا عند إعلان لائحة بيروت الثالثة، فوحدة الصف هي الأهم». وكان المرشح الحوت صرح بأن مرشح الجماعة في صيدا سينسحب من المعركة الانتخابية لمصلحة دعم الرئيس فؤاد السنيورة، ويترك للجماعة درس بقية المناطق بما يحقق المصلحة المشتركة ودور الجماعة. وكان الحريري التقى ليل أول من أمس رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع، وشمل البحث معالجة الخلاف على المرشح الأرمني الكاثوليكي في دائرة بيروت الأولى حيث ل «القوات» مرشحها ريشار قيومجيان مقابل مرشح حزب الهنشاك النائب سيرج طور سركيسيان. وقالت مصادر مطلعة أن اتفاقاً حصل على مخرج قد يقضي بسحب قيومجيان لمصلحة طور سركيسيان على أن ينضم الأخير لاحقاً الى تكتل نيابي مسيحي نواته نواب «القوات» ومستقلين بعد الانتخابات. وأشار قيومجيان أمس الى أن «اللائحة ستعلن قريباً والفوز سيكون حليفنا». أما العماد عون فإنه سيركز في كلمته مساء على برنامج «التيار» ويشن هجوماً على خصومه في الموالاة، فيما تترقب الأوساط المعنية بدائرة كسروان الانتخابية ما إذا كان سيحسم إعلان لائحته هناك خصوصاً أنه أجّل ذلك أمس، بعدما تردد أن مداخلات جرت معه للعودة عن قراره استبعاد النائب السابق فارس بويز. وبقيت نتائج الاتصالات لمعالجة الصعوبات أمام إعلان لائحتي المعارضة في جزين وبعبدا متوقفة على نتائج وساطة «حزب الله» المتواصلة منذ أكثر من 3 أسابيع، فيما الاستحقاق الانتخابي في 7 حزيران (يونيو) بات على مسافة 4 أسابيع. وفي خطوة لافتة في ذكرى 7 أيار، زار رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وأكد أهمية التهدئة متمنياً أن يكون الخطاب في ذكرى «أحداث مؤلمة تركت شرخاً كبيراً... هادئاً...». وقال جنبلاط إنه مع بقاء مفاعيل اتفاق الدوحة (لجهة التهدئة ووقف الحملات الإعلامية). وكان بيان مجلس القضاء الأعلى الذي صدر أول من أمس ورد على الحملة التي تعرض لها من المعارضة، موضع تعليقات كثيرة فأكد الرئيس سليمان على استقلالية القضاء الذي يتولى المساءلة والمحاسبة. وشدد على وجوب الحفاظ على هيبة القضاء. ولفت سليمان الى وجوب استكمال تعيين أعضاء المجلس الدستوري.