لم يعط تشكيل حكومة بريطانية ائتلافية من «رأسين» بين حزبي المحافظين والديموقراطيين الليبيراليين، لتسيير البلاد في السنوات الخمس المقبلة (عمر البرلمان)، «الدفع المنتظر» لسوق الاسهم او الاسترليني وسط قلق من ان وزير الخزانة الجديد المحافظ جورج اوزبورن وسكرتير الخزانة الليبيرالي ديفيد لوز «غير مجربين» ولهما خبرة محدودة في التعامل مع الازمات ولهما وجهة نظر متضاربة في التعامل مع اوروبا والشؤون المالية العالمية على رغم وضع الخطوط العريضة، اثناء محادثات الائتلاف، لسياسة مالية مشتركة. وكان رئيس الحكومة الجديد ديفيد كاميرون عين نيك كليغ نائباً له مع اربعة وزراء رئيسيين من الحزب الديموقراطي في حين اختار غالبية محافظة متشددة معادية لاوروبا. اذ اختار للخارجية اليميني وليم هيغ وللدفاع اليميني لين فوكس وللعدل المحافظ المعتدل كن كلارك، في حين مثلت اتجاه الوسط تيريزا ماي للداخلية وشؤون المرأة لتكون السيدة الثانية التي تتسلم هذه الحقيبة بعد العمالية جاكي سميث في عهد غوردون براون، اضافة الى احد كبار المعادين لاوروبا وزير التعليم مايكل غوف، وايان دانكان سميث زعيم المحافظين السابق الذي عُين وزيراً للعمل وسيُكلف بالحد من وصول المهاجرين. وستستمر الحكومة الائتلافية خمس سنوات الا اذا اختار 55 في المئة من نواب الائتلاف حل الشراكة واجراء انتخابات عامة. وفي خطوة «اعلامية» شكل كاميرون، وفق المثال الاميركي، مجلساً للامن القومي، ملغياً لجنة الازمات «كوبرا» في عهود العمال، لتنسيق الرد على التهديدات الدولية والداخلية واختار المحافظ بيتر ريكيتس برتبة وزير لمنصب مستشار الامن القومي الجديد المسؤول عن تنسيق البرنامج الامني ولدمج عمل ادارات الدفاع والداخلية والطاقة والتنمية الدولية وكل الاجهزة الحكومية «التي تساهم في الامن القومي». وسيرأس المجلس الجديد الذي وعد المحافظون بانشائه في برنامجهم الانتخابي، كاميرون، وسيضم نائبه كليغ ووزراء الدفاع والداخلية والخارجية. ومن بين ابرز الوجوه في الحكومة الجديدة نجم الديموقراطيين الناطق باسمهم لشؤون الخزانة فينس كايبل الذي تسلم حقيبة الاعمال والمصارف خلفاً للورد ماندلسون. وستلغي الحكومة الجديدة، التي عقد رئيسها ونائبه مؤتمراً صحافياً مشتركاً بعد ظهر امس في الحديقة الخلفية لمقر رئاسة الوزراء، بطاقات الهوية والسجل الوطني. وشدد كاميرون وكليغ على اهمية احترام حرية الفرد وايجاد العدالة واشاعة المسؤولية عبر التعاون في الحكومة الجديدة وعلى اهمية الائتلاف في عهد السلم بعد 65 عاماً على حكومة ائتلافية في عهد وينستون تشرشل اثناء الحرب العالمية الثانية. وعبر مزاح خلال الرد على الصحافيين قال كاميرون انه سيستخدم السيارة نفسها مع كليغ لتوفير الانفاق على الخزينة. وتوقع لورد هيزيلتاين، نائب رئيس الوزراء السابق وزير الدفاع المحافظ في عهد مرغريت ثاتشر، ظهور «ازمات ثقة» داخل الحكومة خصوصاً عند بدء البحث في مسألة اصلاح النظام الانتخابي. واضفى كاميرون وكليغ (43 عاماً) «نفحة شبابية» على «داونيغ ستريت» الذي لم يشهد رئيس وزراء يافعاً منذ لورد ليفربول العام 1812 على رغم ان بلير كان في الرابعة والاربعين عند فوزه بمنصب رئيس الحكومة العام 1997. و بدت سوق لندن متحفظة صباح امس على تشكيلة الحكومة وخططها للبحث في مستقبل المصارف مع امكان تقسيم المصارف الكبيرة خصوصاً بعد اعلان نتائج البطالة التي تجاوزت 2.51 مليون شخص. لكن تأييد حاكم «بنك انكلترا» ميرفين كينغ، لخطط الحكومة خفض العجز المالي اعتباراً من السنة الجارية، اعطى حقنة انعاش للسوق التي ما لبثت ان تحسن مؤشرها مع الاسترليني قبل اغلاق التداول وبعد ظهور مؤشرات انتعاش في اسواق الولاياتالمتحدة واوروبا. واغلق التداول في بورصة لندن على ارتفاع قارب 50 نقطة عند 5383.45 نقطة وتم صرف سعر الاسترليني مساء امس عند 1.4847 دولار وعند 1.17 يورو. وليل امس اعلن وزير الخارجية السابق ديفيد ميليبند ترشيحه لخلافة غوردون براون في زعامة حزب العمال.